قال الباحث في الميكروبيولوجيا الطبية نبيل مردد، إن الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) يعد أحد الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، حيث يتسبب غالبًا في أعراض خفيفة تشبه نزلات البرد لدى الأصحاء لكنه قد يكون خطرًا على الرضع وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وقال "مردد" في حديثه لـ"سبق": "تم اكتشاف الفيروس عام 1956 ومنذ ذلك الحين أصبح أحد الأسباب الرئيسة للالتهابات التنفسية الحادة، وخصوصًا بين الأطفال دون سن الخامسة".

وعن انتشار الفيروس، قال "مردد": "ينتشر الفيروس بسهولة من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة، ويؤدي إلى موجات عدوى موسمية، بالأخص في الخريف والشتاء".

وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية يتسبب RSV في ملايين الإصابات سنويًا، ويؤدي إلى مئات الآلاف من حالات دخول المستشفيات حول العالم مع تسجيل آلاف الوفيات ولاسيما بين الأطفال وكبار السن.

وأضاف "أما في السعودية تشير الدراسات إلى أن الفيروس هو السبب الرئيس لالتهاب القصيبات الهوائية بين الأطفال، وذلك بمعدل انتشار يتراوح بين 25 % و88 %".

وتابع "على الرغم من مرور عقود على اكتشاف الفيروس فقط تأخر تطوير لقاح فعّال بسبب تعقيداته في تغيير شكله المستمر وسوء نتائج بعض التجارب السابقة، لكن أخيرًا تمت الموافقة على لقاحات جديدة مثل لقاح Abrysvo وArexvy حيث أثبت فعاليّته في تقليل خطر الإصابة الشديدة بنسبة تصل إلى 80 % ولله الحمد، خصوصًا بين كبار السن والرضع الذين تحصل أمهاتهم على اللقاح أثناء الحمل، مما يوفر لهم مناعة مبكرة".

وفي هذا السياق دعت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) الملايين من الأشخاص لتلقي اللقاح، مؤكدة أنه "منقذ للحياة" بحسب تعبيرهم خصوصًا في هذا الوقت الشتوي الذي يعد موسم انتشار الفيروسات.

وتستهدف برامج التطعيم الفئات الأكثر للإصابة بالفيروس، ويمثل توفير لقاح RSV خطوة مهمة في مجال الصحة العامة، إذ يمكن أن يُسهم في إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا، وتقليل العبء على المستشفيات، ومع ذلك، تبقى الوقاية والوعي بأهمية التطعيم ضروريين للحد من انتشار الفيروس وحماية الفئات الأكثر ضعفًا.