مصر اليوم / الصباح العربي

التعليم: إعادة تشكيل نظام التعليم الفنى لتخريج طلاب تواكب سوق العملاليوم الأربعاء، 12 فبراير 2025 07:02 مـ   منذ 45 دقيقة

شارك محمد عبد اللطيف التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور جوزيبى فالديتارا وزير التعليم والاستحقاق بإيطاليا، بحضور السفير ميكيلى كوارونى سفير دولة إيطاليا بالقاهرة، اليوم، فى ندوة تحت عنوان: "التعليم الفنى والمهنى معاهد فنية عليا دعم النمو والازدهار".
جاء ذلك بحضور المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، وإيمانويلى أورسينى رئيس اتحاد الصناعات الإيطالى، و ريجينا كورادينى دارينزو المدير التنفيذى لشركة سيمست (SIMEST) عبر الفيديو كونفرانس، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى، والدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للعلاقات الدولية، والأستاذة أميرة عواد منسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة.
ألقى الوزير محمد عبد اللطيف كلمة، خلال الندوة، أكد خلالها على التعاون القوى والبناء بين وإيطاليا فى تعزيز تطوير التعليم الفنى والمهني.
كما أعرب وزير التربية والتعليم عن سعادته بزيارة الدكتور جوزيبى فالديتارا لمصر، مشيرا إلى أن قيادته والتزامه بالتعاون فى مجال التعليم كان عاملًا أساسيًا فى تعزيز الشراكة بين البلدين.
وقال الوزير: “اليوم نخطو خطوة استراتيجية إلى الأمام من خلال مواصلة مناقشاتنا بشأن إنشاء مركز التشغيل المصرى الإيطالى، وهو مركز مصمم لتزويد الطلاب والخريجين بالمهارات والتدريب اللازمين لتلبية متطلبات سوق العمل من خلال الشراكات المباشرة بين المؤسسات التعليمية والصناعات فى البلدين، وبناءً على النتيجة المثمرة لهذه الزيارة، نأمل فى تفعيل خطابات النوايا الموقعة بين مصر وإيطاليا.
وأكد الوزير أن هذه المبادرة تعكس الالتزام المتبادل بين البلدين بتعزيز تطوير التعليم الفنى، وتوسيع الفرص المتاحة للشباب المصرى، ودفع عجلة النمو الاقتصادى المستدام، ومن خلال الاستثمار فى تنمية المهارات وجاهزية القوى العاملة، فإننا نعمل على تعزيز القدرة التنافسية للصناعة، وتأمين اقتصاد أقوى وأكثر اعتمادًا على الذات.
كما أكد الوزير على أهمية التعليم الفنى باعتباره أساس التقدم الوطنى، وهو القوة الدافعة وراء التقدم الاقتصادى والنمو الصناعى والتقدم التكنولوجى، مشيرًا إلى أن العالم يتطور بوتيرة سريعة، حيث تحدد الخبرة الفنية والابتكار والقدرة على التكيف النجاح، ولمواجهة هذا التحدى، يجب أن يكون خريجونا مزودين بمهارات متطورة تتوافق مع المعايير الدولية، ومن خلال التدريب المتخصصة، والشراكات الصناعية، والتعلم القائم على المهارات، نعمل على إعادة تشكيل نظام التعليم الفنى لضمان تخرج طلاب تواكب مهاراتهم سوق العمل التنافسية.
وفى هذا الإطار، أوضح الوزير أن من الأمثلة البارزة على هذا التحول مدرسة الضيافة فى دمياط، التى تدعمها الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائى والمفوضية الأوروبية، وتعمل هذه المؤسسة كنموذج لدمج التعليم مع التنمية الاقتصادية، وتعزيز التأثير المباشر للتدريب المهنى عالى الجودة على الرخاء الوطنى، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث تدعم الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون حاليًا 200 مدرسة فى محافظة أسوان من خلال برنامج التعليم الشامل، مما يضمن إتاحة التعليم وشموله لجميع الطلاب، وتعكس هذه المبادرة عمق شراكتنا والتزام إيطاليا المستمر بتعزيز فرص التعليم فى مصر.
وأضاف السيد الوزير محمد عبد اللطيف أن التعليم الفنى ليس مجرد تخصص أكاديمى، بل هو استثمار فى المستقبل، ومسؤوليتنا هى تمكين الشباب بالأدوات والمهارات والانضباط اللازمين ليصبحوا قادة منتجين فى مجالاتهم، ولا يقاس تقدم أى أمة بسياساتها فحسب، بل وبكفاءة قوتها العاملة، مؤكدًا على أن نجاح مصر فى التعليم الفنى يعتمد على إطار تعليمى قوى ومتطور يتماشى مع المعايير الدولية، والتدريب المستمر للمعلمين والتطوير المهنى، بقيادة خبراء فى مصر والخارج، والالتزام بإنتاج خريجين يتمتعون بمهارات عالية، وجاهزين للمساهمة بشكل هادف فى القوى العاملة.
وأوضح وزير التربية والتعليم، أن هذه ليست رؤية نظرية، بل هى خطة منظمة وموجهة نحو العمل لسد الفجوة بين التعليم والتوظيف، وضمان أن يكون التعليم الفنى طريقًا إلى الرخاء، وليس خيارًا احتياطيًا، مشيرًا إلى أن الطريق واضح فالتعاون دون تنفيذ لا معنى له، ولابد أن تؤدى الالتزامات التى نتعهد بها اليوم إلى نتائج ملموسة، ولكى نتمكن من تحويل التعليم حقا، يتعين علينا أن نجمع بين الرؤية والاستراتيجية والاستثمار والتنفيذ، وقد بدأت مصر بالفعل فى اتخاذ خطوات حاسمة، بما فى ذلك الاستفادة من فرص التمويل الدولية مثل منحة الشراكة العالمية من أجل التعليم، التى تسمح لنا بتأمين استثمارات إضافية لإصلاح.
ودعا الوزير قادة الصناعة إلى تعزيز دورهم فى تدريب ودمج الخريجين المهرة فى القوى العاملة، كما دعا المعلمين إلى تكييف مناهج التدريس التى تعد الطلاب للتحديات الصناعية فى العالم الحقيقى، وكذلك دعا الطلاب إلى تحمل مسؤولية إتقان حرفتهم، مؤكدًا أن مستقبلهم ومستقبل هذه الأمة بين أيديهم.
وفى ختام كلمته، أشار الوزير إلى أن الاتفاقيات المشتركة هى التزام ووعد بإعادة تشكيل مستقبل التعليم الفنى فى مصر، داعيًا إلى العمل ليس على تلبية التوقعات فحسب، بل وضع معايير جديدة للتميز، ومن خلال الرؤية المشتركة والعمل الحاسم، سنضمن أن يصبح التعليم الفنى حجر الزاوية فى النمو الاقتصادى والابتكار والتنمية الوطنية.
ومن جانبه، رحّب وزير التعليم والاستحقاق الإيطالى، جوزيبى فالديتارا بالمشاركين فى الحدث اليوم، وفى مقدّمتهم القيادات المصرية الحاضرة، وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، السيد محمد عبد اللطيف، والمهندس محمد زكى السويدى، رئيس اتحاد الصناعات المصرية.
ووجّه الوزير الإيطالى التحية إلى كل من تعاون فى تنظيم هذه الزيارة للوفد الإيطالى، والتى تم العمل خلالها مع الجانب المصرى من أجل ترجمة الروابط بين البلدين فى صورة تعاون ملموس على أرض الواقع، معربًا عن شكره لممثلى الشركات الإيطالية المشاركة فى فعاليات التعاون، والتى بلغ عددها 30 شركة.
وقال الوزير الإيطالى أن افتتاح القرية الإيطالية فى معهد دون بوسكو يُعدّ ًا على قوة العلاقات الديناميكية بين مصر وإيطاليا، ويؤكد جودة المدارس الإيطالية، معربًا عن فخره بتقديم نموذج التعليم الإيطالى برفقة الوزير محمد عبد اللطيف لدعم الواقع العملى فى البلدين.
وأضاف الوزير جوزيبى فالديتارا أنه بالاتفاق مع وزير التربية والتعليم المصرى، سيتم تقديم برنامج مكثّف يهدف إلى التعريف ببرامج التعليم الإيطالى واستغلال المقومات الخاصة بالشراكة بين مصر وإيطاليا.
وتابع وزير التعليم الإيطالى قائلًا: "عندما اجتمعنا اليوم، اتفقنا على ضرورة تحقيق نتائج مثمرة تُجسّد التعاون المهم بين بلدينا"، مشددًا على ضرورة متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى مجال تطوير التعليم المهنى وتبادل المهارات، لضمان تحقيق هذه الاتفاقيات على أرض الواقع.
وتابع الوزير الإيطالى حديثه قائلًا أن مبادرات التعاون بين مصر وإيطاليا تأتى ضمن استراتيجيتنا للتوجّه نحو إفريقيا، وفقًا لتوجيهات رئيسة الوزراء الإيطالية، وإن تعاوننا فى مصر هو الخطوة الأولى على هذا الطريق، ومن أجل ذلك، تعمل لجنة العمل الثلاثية على متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم التى تم توقيعها العام الماضي.
وأكّد أن الشراكة مع مصر ضرورة ملحّة نظرًا لكونها دولة عريقة وشريكًا استراتيجيًا لإيطاليا، يزخر بالعديد من الأيدى العاملة الموهوبة من الشباب.
وأعرب الوزير الإيطالى عن تطلّعه إلى أن تصبح القرية الإيطالية فى مصر أكبر بعشر مرات مما هى عليه الآن، بحيث تكون نموذجًا يُحتذى به فى منطقة البحر المتوسط.
وفى ختام كلمته، وجّه وزير التعليم الإيطالى الشكر لكل من آمن بمشروع القرية الإيطالية فى مصر، ولأكثر من 30 شركة إيطالية شاركت فى تحقيق هذا النجاح.
وفى كلمته، رحب السفير الايطالى بجموع الحضور والمشاركين من الجانبين المصرى والإيطالى، مؤكدًا على عمق العلاقات والتعاون المستمر والمثمر بين الجانبين المصرى والايطالى، وأن هناك أكثر من 50 شركة ايطالية وأكثر من 30 أكاديمية للتعليم الفنى داخل مصر بما يثبت عمق التعاون البناء، مشيدا بقرية إيطاليا التى تم افتتاحها اليوم فى معهد "دون بوسكو" لتعزيز سبل التعاون خاصة فى جانب التعليم الفنى والذى يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لايطاليا.
وأشار السفير الإيطالى إلى أن هناك الكثير من الشباب الذين يحتاجون التدريب، وأن تحتاج إلى أيدى عاملة مدربة وذلك يتحقق من خلال التعاون المثمر والهام بين البلدين لادخال الشباب سوق العمل.
ولفت السفير أن اليوم حافل بالعمل الواقعى من خلال الشركات الايطالية والمصرية التى تمتلك الكثير من الامكانيات، ونعمل على تطوير الشراكات للوصول إلى واقع ملموس فى التطوير بين الجانبين.
كما وجه المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، خلال كلمته الشكر للوزير محمد عبد اللطيف وزير التعليم والتعليم الفنى، ورحب بوزير التعليم والاستحقاق الإيطالى وسفير دولة إيطاليا فى مصر، واصفًا توقيع بروتوكول التعاون بين الوزارتين فى مجال التعليم الفنى بالحلم الجميل الذى يتحقق على أرض الواقع ونعيشه الآن، فالتعاون بين مصر وكافة دول الاتحاد الأوروبى فى التعليم الفنى كبير، يتم تحقيقه بالتوازى مع التعاون الاقتصادى والزراعى والصناعى، وهو خطوة هامة لتحويل الطالب المصرى إلى قيمة مضافة كبيرة ومهمة للاقتصاد والمجتمع المصري.
وأشار السويدى إلى أن طالب التعليم الفنى هو أفضل سفير بين دولتين، خاصة إذا كان هذا السفير على أعلى مستويات التعليم الدولية، مشيرا إلى أن توقيع اتفاق تعاون بين وزارتى التعليم المصرية والإيطالية يفتح الباب لتلبية احتياجات إيطاليا من التعليم الفنى، إضافة إلى تحويل التعليم الفنى فى مصر لنقطة جذب للاستثمارات الإيطالية الأوروبية لأنه ينتج طالبًا على مواصفات دولية فى التعليم الفنى، لأن توافر خريجى التعليم الفنى المتميزين هو خدمة تقدمها الدولة المصرية للمستثمر الأجنبى مثلها مثل غيرها من الخدمات المقدمة للمستثمرين.
وأوضح السويدى أن هناك تعاونًا وتنسيقًا مستمرًا مع سفير دولة إيطاليا فى مصر، واستطاعت مصر أن تثبت نجاحها فى التعليم الفنى من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية.
ومن جهته، أكد رئيس اتحادات الصناعات الإيطالى ايمانويلى أور، أن اليوم يمثل خطوة ملموسة فى تطوير التعليم الفنى، موجها التحية إلى ٥٠ شركة إيطالية مشاركة اليوم ووجودهم خير دليل على التعاون المثمر بجانب نجاح القرية الايطالية اليوم بمعهد "دون بوسكو".
وفى كلمتها عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أعربت ريچينا كورادينى دارينسو الرئيس التنفيذى لشركة سيمنست (simest) عن سعادتها للمشاركة فى هذا الحدث الهام الذى يعكس عمق التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن شركتها تولى اهتمامًا كبيرا بالقارة الأفريقية.
وفى كلمته، أكد الدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى أن هذا الملتقى يعكس رؤية البلدين المشتركة لتطوير منظومة التعليم الفنى وتعزيز التعاون الدولى فى مجالات التعليم والتنمية، مؤكدًا أن التعليم الفنى يلعب دورًا محوريًا فى تأهيل الكوادر البشرية القادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المحلى والدولى، لا سيما فى ظل التحديات التى يفرضها العصر الحديث، الذى يعتمد بشكل كبير على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة وتعزيز التنافسية بين الخريجين عن المستوى الدولي.
وأكد الدكتور عمرو بصيلة أن هذا التعاون يعكس الإرادة القوية لتعزيز التكامل بين البلدين فى مجالات التعليم والتدريب، ويساهم فى بناء جسور التواصل بين الطلاب والمعلمين من الجانبين، ويعكس أيضًًا الالتزام المشترك بين مصر وإيطاليا بتطوير التعليم الفنى بما يتماشى مع تطورات سوق العمل العالمي.
وأشار إلى أن كافة التخصصات قد تم تحويلها للعمل بمنظومة الجدارات المهنية وقد تم التركيز على مهن المستقبل ومنها الذكاء الاصطناعى، وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة، والأمن السيبرانى، والطاقة المتجددة، مؤكدًا أنها ليست فقط تخصصات أكاديمية، بل هى أدوات لبناء مستقبل أفضل للطلاب.
وخلال الندوة، وقع الوزيران خطابات نوايا بين الوزارتين لإنشاء منصة مشتركة لتعزيز التقارب بين نظم التعليم الإيطالية والمصرية، كما شهد الوزيران مراسم توقيع عدة اتفاقيات تعاون مشتركة بين الجانب المصرى والإيطالى، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الوكالة الايطالية للتعاون من أجل التنمية AICS واتحاد الصناعات المصرية FEI فى مجالات التعليم والتدريب المهنى (TVET) لدعم المعاهد الفنية العليا المصرية.
كما شهدا توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالة الايطالية للتعاون من أجل التنمية وشركة اينى بشأن مدرسة الضيافة فى دمياط فى إطار برنامج – TEJPA لتحسين التعليم الفنى وآفاق العمل من خلال نموذج المدرسة الفنية العليا، كما تم أيضا توقيع اتفاقية تعاون بين سفارة إيطاليا بالقاهرة ومنظمة الهجرة الدولية بشأن مشروع "2 PLAY: توفير بدائل حياة إيجابية للشباب المصري".
وتضمنت فعاليات الندوة، جلسة نقاشية تحت عنوان "التعليم من أجل الرخاء: منظور الأعمال" تناولت نموذج المعاهد التكنولوجية العليا الإيطالية، وهى معاهد متميزة ذات تخصص تكنولوجى عالى بعد الدبلوم تربط بين مجال التعليم وعالم العمل والإنتاج، تم خلالها التركيز بشكل خاص على الجامعى للتدريب والشبكات الإقليمية التى تعزز سلسلة التوريد الفنية وتدريب الشباب وتوظيفهم أيضًا فى مختلف الدول، بما فى ذلك مصر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الصباح العربي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الصباح العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا