فيديو / صحيفة اليوم

نتنياهو يبيع الأوهام.. والسعودية تنتصر للحق


لا يتوقف السفاح بنيامين نتنياهو عن القفز بين الأوهام السياسية كلما اشتدت عليه الأزمات ومع اشتعال الداخل الإسرائيلي بفوضى الاحتجاجات والقضايا المعلقة على طاولة القضاء، قرر أن يمارس واحدة من أخطر ألاعيبه، مقترحاً تهجير سكان قطاع غزة ومنحهم أراضي في ، في مشهد عبثي أقرب إلى الخيال السياسي الرديء.
هذا الاقتراح لم يكن سوى امتداد لعقلية قديمة تتقن صناعة الأوهام أكثر من تحقيق السلام. اعتقد لوهلة أن العالم العربي سيقف متفرجاً على عبثه السياسي؟ المملكة العربية السعودية العظمى قائدة القطب الأوسط في الكوكب لم تحتَجْ إلى خطابات نارية ولا إلى ضجيج إعلامي للرد على هذا الطرح السخيف. بل جاء موقفها الواضح والحاسم ليثبت مرة أخرى أن السعودية هي صوت الحكمة العربية والإسلامية، وهي القلعة الصامدة أمام مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
لم تتحدث السعودية بلغة المؤامرات، بل بلغة الحق والعدل، مؤكدة أن فلسطين ليست مجرد أرض قابلة للتفاوض، وأن شعبها ليس بحاجة إلى «بدائل» لأنهم أصحاب الحق الأصيل في أرضهم، مهما حاول تجار السياسة التلاعب بالخرائط. نتنياهو، الغارق في أزماته الداخلية والفضائح السياسية، يبحث عن أي مخرج يعيده إلى واجهة المشهد. لكنه يبدو هذه المرة قد تجاوز حدوده، محاولاً استغلال منطق الأزمة فرصة ليقترح حلاً نهائياً سخيفاً لقضية عمرها عقود، ولكن عليه أن يتذكر أن المملكة العربية السعودية ليست رقعة شطرنج في مشروعه الفاشل، وأن العرب، وفي مقدمتهم السعودية، يدركون جيداً أن القضية الفلسطينية ليست أزمة حدود، بل قضية شعب له حق مشروع في أرضه، ولا يمكن لأي تصريح متهور أن يلغي هذا الحق. تصريحات نتنياهو لم تكن مجرد سقطة سياسية، بل انعكاس لعقلية الاحتلال التي لا تزال تؤمن بأن القوة وحدها كفيلة بفرض واقع جديد. هذه العقلية فشلت عبر العقود الماضية، وستفشل في كل مرة تحاول أن تُخضع الفلسطينيين لحلولها الملتوية.
فالشعب الفلسطيني لم يكن يوماً مجرد رقم في حسابات السياسة الإسرائيلية. إنه شعب من لحم ودم وتاريخ يمتد في كل زقاق من أزقة غزة وفي كل حجر من حجارة القدس. إن محاولة استبدال قضية بهذا الحجم بحل وهمي من هذا النوع، ليست إلا هروباً من مواجهة الحقيقة. نتنياهو يعلم قبل غيره أن لا أحد يقبل بهذا العبث، لكن تصريحه ليس موجهاً لتحقيق هذا «الحل» بل هو محاولة رخيصة لتحويل الأنظار عن أزماته الداخلية وإعادة إنتاج صورة «المنقذ» في عيون السذج من ناخبيه. السعودية العظمى، من موقعها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، لا تنظر إلى هذه التصريحات إلا كفقاعات سياسية تتلاشى أمام الحقائق التاريخية والإنسانية. فموقفها الراسخ لم يكن يوماً مجرد شعارات، بل كان سياسة مدروسة وحكيمة تسعى إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إن مقترح نتنياهو يعيد إلى الأذهان كل المشاريع الفاشلة التي حاولت تذويب القضية الفلسطينية عبر العقود. لكنها اصطدمت دوماً بجدار الصمود الفلسطيني وبمواقف رافضة لأي تنازل عن الحقوق المشروعة. السعودية ستظل قلعة الحكمة والاعتدال، تدافع عن الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، وتؤكد أن السلام لن يتحقق إلا بالاعتراف بالحقوق المشروعة، لا بخلق أوهام جديدة تعيش في خيال نتنياهو. وما اقتراحاته إلا حلقة جديدة في كوميدي سياسي لم يعد أحد يأخذه على محمل الجد.
@malarab1

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا