العريش - محمد حسين

صرح اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، بأن مصر تواصل دورها الريادي في دعم الشعب الفلسطيني، حيث قدمت أكثر من 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى الأراضي الفلسطينية منذ بدء الهدنة في 19 يناير الماضي.

وأوضح مجاور، في تصريحات خاصة لإذاعة شمال سيناء المحلية، أن إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت عبر معبر رفح بلغ 3380 شاحنة، منها 3142 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية، بالإضافة إلى 238 شاحنة وقود وغاز الطهي. كما وصلت المساعدات المنقولة جوا وبحرا من عددا من الدول عبر 22 سفينة وأكثر من 3000 طائرة هبطت في مطار وميناء العريش، مما يعكس حجم الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في هذا الإطار.

وأضاف المحافظ أن هذه الجهود ليست وليدة اللحظة، بل تأتي امتدادًا للدور التاريخي الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة لم تكن يومًا بعيدة عن هموم الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي، أو العسكري، أو الإنساني.

وأشار إلى أن هناك غرفة أزمة على مستوى الدولة، تضم ممثلين عن جميع القطاعات والوزارات والأجهزة المعنية، تعمل منذ بداية الأزمة على وضع خطط متكاملة تشمل ترتيب أولويات دخول المساعدات وآليات استقبال المصابين، فضلًا عن مراعاة الأوضاع السياسية والإنسانية لضمان تقديم الدعم بالشكل الأمثل.

وكشف اللواء مجاور عن وصول 10 آلاف خيمة من الجانب التركي على متن إحدى السفن، حيث تم استقبالها بمشاركة السفير التركي كما استقبلت مصر سفينة إماراتية تحمل 5800 طن من المساعدات، تشمل مواد إغاثية وخيام ومستلزمات إيواء.

وفيما يتعلق باستقبال المصابين من قطاع غزة، أوضح أن دخولهم يتم عبر معبر رفح وفق منظومة من ثلاثة مستويات، المستوى الأول يشمل محافظة شمال سيناء، حيث تم تعزيز القطاع الطبي بالمحافظة عبر مضاعفة أعداد الأطباء من مختلف التخصصات، وتوفير سيارات الإسعاف والمستلزمات الطبية، والمستوى الثاني يضم المستشفيات في المحافظات المتاخمة لشمال سيناء، المستوى الثالث يشمل مستشفيات القاهرة لاستقبال الحالات التي تتطلب رعاية طبية متقدمة.

وأكد المحافظ أنه حتى الآن، تم الانتهاء من علاج 200 جريح، بينما لا يزال هناك نحو 690 شخصًا عالقًا سيتم التنسيق لعودتهم فور فتح المعبر أمام حركة الذهاب والإياب.

وفي سياق متصل، أشار محافظ شمال سيناء إلى أن الهلال الأحمر المصري قام بتوسيع قاعدة المتطوعين من 1200 إلى 1500 متطوع، 90% منهم من الفتيات الشابات بالجامعات المحلية.

وأضاف أن هؤلاء المتطوعين يخضعون لتدريب مكثف يستمر 13 شهرًا، يشمل الجانبين النظري والعملي، ويجتازون اختبارات تأهيلية قبل الانضمام للعمل الميداني، مما يعكس حجم الجهد المجتمعي المبذول لدعم الجهود الإغاثية والإنسانية.

واختتم اللواء خالد مجاور تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل دائمًا سندًا قويًا للشعب الفلسطيني، وستواصل تقديم الدعم بكافة أشكاله، بما يتماشى مع دورها التاريخي ومسؤولياتها الإنسانية.