أكدت مصر رفضها القاطع لأي مخطط يستهدف تهجير سكان قطاع غزة، مشددة على أن القضية الفلسطينية لا يمكن تصفيتها عبر إخراج الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية.

وأوضحت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث"، اليوم الجمعة، أن القاهرة أبلغت واشنطن باستحالة تنفيذ أي مشروع تهجير، مؤكدة امتلاكها رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة دون المساس بوضعها السكاني.

في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن مشاورات مكثفة لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة خلال الأيام المقبلة، لمناقشة التطورات الأخيرة في غزة، وبحث اتخاذ موقف عربي موحد ضد أي محاولات لفرض واقع جديد في القطاع، وأكدت المصادر أن القمة ستعمل على وضع آليات قانونية ودولية لمواجهة التهجير، ودعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع دون المساس بتركيبة سكانه.

من جهته، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، على أهمية توحيد الموقف العربي في رفض أي مساس بثوابت القضية الفلسطينية، وعلى رأسها حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم مؤكداً أن الأولوية حالياً هي تثبيت التهدئة، وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة، لإحباط أي محاولات إفراغ غزة من سكانها.

في السياق ذاته، حذرت وزارة الخارجية المصرية من التداعيات الخطيرة للتصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين بشأن ما وصفوه بـ"الخروج الطوعي" لسكان غزة، مؤكدة أن هذه التصريحات تكشف بوضوح عن نوايا تهجير الفلسطينيين تحت غطاء إنساني مزعوم. وأوضحت أن مثل هذه المخططات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتضع المنطقة أمام مخاطر غير مسبوقة.

وأكدت مصر أنها لن تكون طرفاً في أي سيناريو يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية لغزة أو المساس بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، مشددة على ضرورة التحرك العربي والدولي العاجل لوأد أي محاولات تستهدف فرض أمر واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني.