تمرُّ ساعتانِ .... يسألني المكانُفنجانُ قهوتي عليهِ ينبتُ الصدأ وأحرُفي تسيلُ من فمي إلى دميتشرَبُ نخبَ تعبي ووحدتيمن جبلِ السَّحِيْر من وراءِ بيتِنا القديمِأرى المزارعاتِ يبتدِرْنَ الصبحَ، يغتسلنَ بالنشيدِ، يعتلينَ سُلَّمَ الكلامِ****أقرأُ في أحجارِ قريتي: (أنا عبيدُ الله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، محمدٌ رسولُ الله)أسمعُ الصهيلَ، وصوتَ بابِ الحِصْنِ، والرِّجالَ، والطُّبولَ، والحماسَ للقتالِمدافعُ الطابورِ تضربُ القرىفيُشرقُ البارودُ في عروقِ الفجرِ كالسحابِ، (بُخْروشُ) ينتخي، يصيحُ بالرجالِ، يكرُّ مرتينِبِمُهْرَةٍ ونافِعِيَّةٍ مُجَرَّبَة، يقطعُ دابرَ الغزاةِ****في مغزلٍ من ألَقٍ تمدُّ جدتي خيوطَ الصوفِ بين الأرضِ والسماءِتغزلُ لحنًا خالدًا لِسِدْرَةٍ في المُنْتَهَىأصعدُ في مِعْراجِهاأعبقُ في سِراجِهاأصيرُ جملةً للمبتدَاأعانقُ الأزهارَ والكُرومَأشربُ نخبَ اللوزِ والغُيومِومثلما كان أبي يُنصِتُ للأخبارِ والهُمومِيُصغي إلى الضيوفِ إذ يُحدِّثونَه عن الأمطارِ و(العُلومِ)أُصغي لهاجِساتِ البَوْحِ عند حَسِيَ القديمِ في جبالِ (قَمْهَدَا)1١/ قمهدا هي قريتي في جبل السحير