​تحت رعاية ورئاسة معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، وبالتنظيم المشترك بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري برئاسة سعادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية برئاسة معالي الدكتور عبدالمجيد البنيان، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عقدت دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: "تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، على مدار يومي 2 و 3 فبراير 2025، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور معالي الأستاذ الدكتور عمرو طلعت، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب للإتصالات والمعلومات ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس، ومعالي الأستاذ محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، وسعادة السادة المندوبين الدائمين وممثلي الدول الأعضاء، إلى جانب نخبة من كبار المتخصصين الدوليين والعرب في مجال الذكاء الاصطناعي، وكبار مسؤولي وزارات الإتصالات والمعلومات بالدول العربية، وكبار مسؤولي وممثلي المنظمات والإتحادات العربية ذات الإهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

أهمية الحدث وأهدافه:

1. جاء إنعقاد هذه الدائرة الحوارية العربية تنفيذاً لقرار المجلس الإقتصادي والإجتماعي رقم 2444، في دورته العادية (114) - سبتمبر 2024، الذي تضمن الموافقة على قرارات الدورة العادية (56) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك- أبريل 2024، وقرار الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للإتصالات والمعلومات- يناير 2024، بهدف: إستكشاف أحدث الإبتكارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز تبنيها في العالم العربي.

2. مناقشة التحديات الأخلاقية والتشريعية التي تواجه توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

3. وضع رؤية عربية موحدة لاستثمار الذكاء الاصطناعي بطريقة تحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم والثقافة العربية.

4. تعزيز التعاون العربي في مجال الذكاء الاصطناعي بما يخدم التنمية المستدامة في العالم العربي.

محاور دائرة الحوار:

تضمنت أعمال دائرة الحوار العربية أربعة دوائر نقاشية رئيسية:

الدائرة الأولى بعنوان: الابتكارات الحديثة في الذكاء الاصطناعي: إستكشاف الإتجاهات العالمية والتطبيقات في المنطقة العربية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الطائرات المسيرة (الدرونز)، والروبوتات، وقد ترأسها الأستاذ الدكتور/ علي فهمي، عميد كلية الذكاء الإصطناعى بالأكاديمية.

الدائرة الثانية بعنوان الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات، وقد ترأسها سعادة السفير/ حسام زكي، الأمين العام المساعد، ورئيس مكتب الأمين العام.

الدائرة الثالثة بعنوان أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي: مع التركيز على أهمية الأطر الأخلاقية والتشريعية في تنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: وقد ترأسها معالي الدكتور/ عبدالمجيد البنيان، رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

الدائرة الرابعة وهي الجلسة الفنية للبحث ومناقشة آليات تطبيق المحاور الرئيسية لداوئر الحوار الثلاثة المذكورة: وقد ترأسها سعادة الأستاذ الدكتور/ إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

التوصيات الختامية:

بناءً على المناقشات الثرية التي شهدتها أعمال الدائرة الحوارية، توصل المشاركون إلى عدد من التوصيات الإستراتيجية التي تدعم منظومة العمل العربي المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشمل:

أولاً: إطلاق مبادرة عربية موحدة لتعزيز الإبتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على توافق هذه الإبتكارات مع القيم العربية الأصيلة:

ثانياً: إقتراح إطار تشريعي عربي مشترك لتنظيم إستخدام الذكاء الاصطناعي، يضمن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الخصوصية والأمن السيبراني.

ثالثاً: تعزيز التعاون العربي والدولي عبر إنشاء منصات عربية متخصصة لتبادل الخبرات والمعرفة في تطبيقات الذكاء الإصطناعي، مع التركيز على الشراكات مع المنظمات الدولية الرائدة.

رابعاً: إدراج الذكاء الاصطناعي كأولوية إستراتيجية في خطط التنمية الوطنية للدول العربية، وتعزيز دوره في مجالات مثل التعليم، الصحة، الأمن، والبنية التحتية الرقمية.

خامساً: تطوير ميثاق عربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، مع مراعاة الجوانب الثقافية والدينية والقانونية للدول العربية.

سادساً: إنشاء مراكز بحثية متخصصة داخل الأكاديميات والجامعات العربية وبصفة خاصة دعم المركز العربي للذكاء الاصطناعي والذي تستضيفه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بفرعها في مدينة العلمين الجديدة/ جمهورية مصر العربية، فى إطار منظومة جامعة الدول العربية، وذلك لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات العربية، وتعزيز الأبحاث في هذا المجال.

سابعاً: إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية عربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تستهدف الموظفين الحكوميين، الشركات الناشئة، والمبتكرين العرب، لتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال.

اللجنة التنظيمية العليا لدائرة الحوار:

تشكّلت اللجنة التنظيمية العليا برئاسة سعادة السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الإقتصادية بجامعة الدول العربية، وعضوية كل من الأستاذ الدكتور علي فهمي- عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، رئيس اللجنة العلمية لدائرة الحوار، وزير مفوض دكتور رائد الجبوري- مدير إدارة المنظمات والإتحادات العربية، مقرر الأمانة الفنية للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، الدكتور مصطفى رشيد- مساعد رئيس الأكاديمية للشؤون العربية، المقرر العام لدائرة الحوار العربية، الدكتور خالد الحرفش- وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للعلاقات الخارجية، وزير مفوض دكتور خالد والي- مدير إدارة تنمية الإتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الدول العربية، الدكتورة مريم عمي- مديرة إدارة الشراكات والتعاون الدولي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. المهندسة سها عثمان- رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بإدارة تنمية الإتصالات وتقنية المعلومات، الدكتورة بسمة عبدالله- رئيس وحدة المتابعة الفنية بمكتب رئاسة الأكاديمية، أمين سر اللجنة.

ختام أعمال الدائرة الحوارية:

في الجلسة الختامية، التي ترأسها معالي الأمين العام أحمد أبو الغيط، تم الإتفاق على تضمين هذه التوصيات داخل الوثيقة التاريخية والتي يجري إعدادها، وتتضمن إستراتيجيات قابلة للتنفيذ، وسيتم رفعها إلى إجتماع الدورة (57) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمقرر عقدها بالجمهورية التونسية، خلال الفترة من 13-15 أبريل 2025، وإجتماع مجلس الوزراء العرب للإتصالات والمعلومات ومكتبه التنفيذي في دورته المقبلة، مع التأكيد على إستمرار الحوار والتعاون بين الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة لضمان تحقيق الإستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي بما يخدم التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الرقمي، وحماية الهوية الثقافية العربية.