عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

اشتعال الصراع الاقتصادي.. ترد بقوة على تعريفات "ترامب"

تم النشر في: 

04 فبراير 2025, 4:28 مساءً

في خضم موجة من التوترات التجارية العالمية، خطت خطوة جريئة في مواجهة التعريفات الجمركية الأمريكية، التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، مما أعاد إشعال جذوة الصراع الاقتصادي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. تكشف الإجراءات الصينية، التي جمعت بين فرض تعريفات جديدة وقيود على الصادرات، عن استراتيجية مضادة تهدف إلى إعادة التوازن في موازين القوة الاقتصادية، في وقت يواجه فيه الاقتصاد الصيني تحديات داخلية متفاقمة. تابع القراءة لتتعرف على تفاصيل هذه الردة الفعلية التي قد تعيد تشكيل مسارات العلاقات التجارية الدولية.

رد سريع

وفي خطوة مفاجئة، أعلنت الحكومة الصينية ردها السريع على التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس ترامب على الواردات الصينية. وشملت الإجراءات الصينية فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعريفات بنسبة 10% على النفط الخام، وآلات زراعية ومركبات مختارة. تأتي هذه الخطوة كرد فعل مضاد يعكس توتر العلاقات بين بكين وواشنطن، وسط محاولات لإعادة ضبط ميزان القوى التجارية العالمية.

وأوضحت السلطات الصينية أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تدابير ضرورية للتصدي للممارسات التي وصفتها الحكومة الأمريكية بأنها "غير عادلة" وغير متوازنة، حيث فرض ترامب تعريفات إضافية بنسبة 10% على كافة السلع الصينية. وقد نفذت التعريفات الأمريكية بعد انتهاء مهلة تفاوضية مفترضة بين الطرفين، مما زاد من احتمالية وقوع تبادل اقتصادي للضربات. وبهذا التوجه، تحاول الصين استغلال الأداة الجمركية كوسيلة ضغط للتفاوض على شروط أكثر ملائمة في العلاقات التجارية المستقبلية.

قيود انتقامية

ولم تقتصر ردود الفعل الصينية على فرض التعريفات الجمركية فحسب، بل توسعت لتشمل سلسلة من القيود الانتقامية. فقد أعلنت وزارة التجارة الصينية عن قيود على صادرات مواد حيوية مثل التنغستن، الذي يعتبر عنصراً أساسياً في تصنيع المنتجات عالية التقنية. كما شملت الإجراءات فرض عقوبات على شركتين أمريكيتين وتطبيق تحقيقات مكافحة الاحتكار ضد شركات عملاقة مثل ، في إطار محاولات لتأمين مصالحها الاقتصادية والتكنولوجية.

كما جاءت هذه التحركات ضمن سياق اقتصادي داخلي يشهد الصين أوقاتاً عصيبة؛ إذ يعاني الاقتصاد الصيني من تباطؤ النمو وتدهور في قطاع العقارات. ورغم ارتفاع معدلات الصادرات إلى مستويات قياسية في بعض الأشهر، إلا أن التحديات الداخلية قد تزيد من ضغوط التصعيد التجاري، ما يجعل رد الصين بمثابة خطوة استراتيجية لتخفيف حدة الأضرار المحتملة على اقتصادها العام، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

موقف استراتيجي

وعلى الصعيد الدولي، تأتي هذه الإجراءات الصينية في أعقاب قرار البيت الأبيض بتأجيل تطبيق تعريفات جمركية على سلع واردة من المكسيك وكندا، بعد التزام هذين البلدين بتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود. وتبرز هذه الخطوة الأمريكية محاولة إعادة هيكلة العلاقات التجارية لتشمل أطرافاً إقليمية جديدة، مما يضع الصين في موقف استراتيجي يعكس رغبة بكين في إظهار نفسها كقوة اقتصادية مستقرة ومسؤولة على الصعيد الدولي.

وصرح العديد من الخبراء أن الإجراءات الصينية تحمل في طياتها رسالة واضحة؛ إذ تعتبر هذه الخطوة محاولة لكسب نفوذ تفاوضي في المرحلة المقبلة من المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة. وقد أوضح قادة الفكر الاقتصادي بأن رد الصين ليس مجرد رد فعل انتقامي، بل هو استراتيجية مدروسة لتقليل الفجوة بين قوتي الاقتصاد العالميين، واستغلال أي فرصة لتعزيز مركزها في الأسواق الدولية. تُعد هذه التدابير بمثابة ورقة مساومة يمكن استخدامها في مفاوضات مستقبلية تهدف إلى إعادة توازن العلاقات التجارية.

تكاليف أعلى

ويتوقع العديد من المحللين أن تؤثر هذه التوترات المتزايدة على أسعار السلع والمنتجات في الأسواق العالمية، حيث سيضطر المستهلكون الأمريكيون إلى تحمل تكاليف أعلى ً لارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية والأحذية وغيرها من المنتجات. وفي هذا السياق، حذر كبار المسؤولين والشركات الأمريكية من أن تبعات التعريفات قد تؤدي إلى تراجع الأرباح وزيادة التكاليف التشغيلية، مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التوريد والتصنيع.

وبينما يترقب العالم تحركات الجانبين، يظل الرأي السائد أن الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل هذه الأزمة التجارية. تظل الآمال معلقة على قدرة القادة في واشنطن وبكين على تجاوز العقبات الحالية والتوصل إلى اتفاق يضمن مصالح الطرفين، في وقت يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية وسياسية غير مسبوقة. هل ستجد الولايات المتحدة والصين أرضية مشتركة لإعادة صياغة مستقبل العلاقات التجارية؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا