اقتصاد / صحيفة الخليج

كل ما تريد معرفته عن رسوم ترامب الجمركية وعواقبها

يدخل قرار فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والصين الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، حيز التنفيذ، الثلاثاء.
وتفي هذه الخطوة بوعود الحملة الانتخابية التي أطلقها ترامب، ولكنها أشعلت أيضاً تحركات انتقامية قد تشير إلى حرب تجارية موسعة مع شركاء تجاريين رئيسيين، وفي حالة المكسيك وكندا، أقرب جيران وحلفاء الولايات المتحدة.
وعلى عكس حملة 2024، عندما أعلن ترامب عن أجندته الاقتصادية كوسيلة أكيدة لخفض تكاليف المعيشة للأمريكيين، يعترف الرئيس الآن بما توقعه العديد من خبراء الاقتصاد منذ فترة طويلة: «أن الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الإمدادات في جميع أنحاء السوق» وبالتالي اعترف ترامب بأن «الرسوم الجمركية التي فرضها قد تسبب ألماً «قصير الأمد» للأمريكيين».
في ما يلي بعض الأشياء التي يجب معرفتها حول تصرفات ترامب، والردود من شركاء الولايات المتحدة التجاريين وما يعنيه ذلك للمستهلكين الأمريكيين:
التأثير في أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة
أعلن ترامب حالة طوارئ اقتصادية لفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات من و25% على الواردات من المكسيك وكندا. وسيتم فرض ضريبة بنسبة 10% على المستوردة من كندا، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والكهرباء. وستدخل الرسوم الجمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة حيز التنفيذ، الثلاثاء.
وتشمل الرسوم الجمركية السوق الأمريكية. على سبيل المثال لا الحصر: النفط والأخشاب من كندا؛ والمنتجات الزراعية والملابس والمشروبات الكحولية وقطع غيار السيارات من المكسيك؛ والبلاستيك والمنسوجات ورقائق الكمبيوتر من الصين.
ولم يتضمن أمر ترامب أي آلية لمنح استثناءات للمستوردين الأمريكيين.
وفيما يؤكد التأثيرات المحتملة، تقدم كندا أكثر من 4.3 مليون برميل من النفط يومياً للولايات المتحدة. وتميل الولايات المتحدة إلى استهلاك نحو 20 مليون برميل يومياً، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وقد كانت تنتج محلياً نحو 13.2 مليون برميل يومياً.
ضرائب تتعلق بالهجرة والمخدرات
تحدث الرئيس ترامب كثيراً كمرشح - ولعقود من الزمان قبل دخوله السياسة - عن العجز التجاري الأمريكي. وانتقد الصفقات التجارية الدولية وندد بالتدفق المستمر لوظائف التصنيع من الولايات المتحدة إلى دول أخرى. لكنه صاغ تصرفاته الأخيرة على أنها وسيلة للضغط على الهجرة والمخدرات. يلقي ترامب باللوم على الشركاء الثلاثة للولايات المتحدة لعدم بذلهم ما يكفي لوقف تدفق «الفنتانيل» إلى الأسواق الأمريكية. كما يلقي باللوم على المكسيك، وإلى حد أقل، كندا، بسبب تدفق المهاجرين عبر حدود الولايات المتحدة.
وقال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: «من واجبي كرئيس أن أضمن سلامة الجميع».
كندا والصين والمكسيك ترد
تحدث رئيس الوزراء الكندي بعد أن وقع الرئيس دونالد ترامب يوم السبت على أمر بفرض تعريفات جمركية صارمة على الواردات من المكسيك وكندا والصين.
وتضمن أمر ترامب وعداً بتصعيد التعريفات الجمركية، إذا رد شركاء الولايات المتحدة التجاريون بتعريفات جمركية خاصة بهم. لم يمنع هذا التهديد من الرد السريع.
أمرت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم على الفور بفرض تعريفات جمركية انتقامية وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: «إنه سيفرض تعريفات جمركية مماثلة بنسبة 25% على ما يصل إلى 155 مليار دولار من الواردات الأمريكية».
وحث ترودو الكنديين على «اختيار المنتجات الكندية» عند التسوق، وحث فعلياً على مقاطعة السلع الأمريكية. وقال العديد من رؤساء وزراء المقاطعات الكندية إنهم سيزيلون العلامات التجارية الأمريكية للكحول من أرفف المتاجر تماماً.
وحتى بعد ظهر الأحد، لم تفرض الصين تعريفات جمركية جديدة على السلع الأمريكية. لكن وزارة خارجيتها قالت: «إن حكومة بكين ستتخذ التدابير المضادة اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة».
وقالت وزارة التجارة الصينية: «إنها سترفع دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية بسبب الممارسات الخاطئة للولايات المتحدة».
تأثير في المستهلكين
لا يدفع المستهلكون النهائيون التعريفات الجمركية بشكل مباشر. عادة ما تكون أي شركة، مصدر مقرها في الخارج أو مستورد مقره الولايات المتحدة، هي التي تنقل البضائع عبر الحدود. لكن هذا يضيف إلى التكلفة الإجمالية لإيصال البضائع إلى محطتها النهائية للبيع بالتجزئة، ومن المؤكد أن كل لاعب في هذه العملية سيزيد أسعاره لذلك.
وبحسب جريجوري داكو، كبير خبراء الاقتصاد في شركة الضرائب والاستشارات «إرنست ويونغ»، أن «التعريفات الجمركية من شأنها أن تزيد التضخم، الذي كان يعمل بمعدل سنوي 2.9% في ديسمبر، بنسبة 0.4 نقطة مئوية هذا العام». ويتوقع داكو أن ينخفض ​​الاقتصاد الأمريكي، الذي نما بنسبة 2.8% العام الماضي، بنسبة 1.5% هذا العام و2.1% في عام 2026.
ويقدر مختبر الميزانية في جامعة ييل أن تعريفات ترامب ستكلف الأسرة الأمريكية المتوسطة من 1000 دولار إلى 1200 دولار في القدرة الشرائية السنوية.
وتمتد التأثيرات حتى إلى الشركات والمنتجات التي تحمل علامة «صنع في الولايات المتحدة الأمريكية». لأن هذه العلامة تعني أحياناً أن المنتج يتم تجميعه في منشأة أمريكية ولكنه لا يزال يتضمن المواد الخام أو الأجزاء أو العبوات من مكان آخر.
وكما قال ترامب نفسه غالباً أثناء الحملة، فإن «تكاليف الطاقة - والتي تصبح تكاليف نقل في سلسلة التوريد - تدفع أيضاً أسعار المستهلك». ونظراً لحصة كندا في إمدادات الطاقة الأمريكية، فقد ترتفع أسعار الغاز، وخاصة في الغرب الأوسط، حيث يتم تكرير الكثير من النفط الخام الكندي.
ترامب يعترف
وقدم ترامب وعوداً شاملة وخيالية بشأن الاقتصاد الأمريكي خلال الحملة الانتخابية.
على سبيل المثال، وعد بخفض أسعار البقالة «على الفور» وخفض فواتير المرافق إلى النصف في غضون عام من توليه منصبه. وانتقد مراراً وتكراراً إدارة باعتبارها فاشلة بسبب التضخم.
وأكد نائب الرئيس جيه دي فانس، في مقابلة على قناة فوكس نيوز، أن سياسات ترامب تعني «مزيداً من الأجر الصافي للعمال الأمريكيين».
وكتب ترامب صباح الأحد على وسائل التواصل الاجتماعي: «هل سيكون هناك بعض الألم؟ نعم، ربما (وربما لا). لكننا سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وسوف يستحق كل هذا الثمن الذي يجب دفعه». (أ ب)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا