استعرض الكاتب الصحفي محمد اليوسفي المهتم بالصحراء ومؤلف كتب سلسلة روّاد الصحراء، مقارنة وصفها بأنها موجعة ومفرحة في آن واحد بين مشهدين الأول صوره لجزء من صحراء الدهناء عام 2015م والآخر صوره هذا العام 2025م.
صحراء الدهناء
وقال اليوسفي تعليقًا على الفيديو: هذه مفاجآت مع أخبار سارّة صوّرتها من صحراء الدهناء التي صارت محمية طبيعية ضمن محميات في السعودية أنشأت عام 2018م، ويضم الفيديو مقارنة موجعة مفرحة في آن واحد بين مشهدين الأول صورته لجزء من الدهناء عام 2015م والآخر صورته هذا العام 2025م يكشف الحقائق التي كان يراد لها سابقًا أن تقيد ضد مجهول.
واستكمل: يضم الفيديو مشاهد جميلة من بينها رقصات أو استعراض غزل ذكر طير الحبارى أمام الأنثى، مع طيور أخرى منها الصُّرَد الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتله، والحمرة والقوبع أو القبرة المتوجة التي تندرج ضمن فصيلة القبرات التي تشمل أيضا طير المكاء أو أم سالم، ولعل هذه الطيور والغزلان في مأمن عن جور الصيد الذي كان يمارس بإسراف في فترات سابقة سواء في مواسم شتوية أو الصيد خلال عبور الطيور المهاجرة في مواسم هجرة الطيور وبخاصة صيد الحبارى.
وتابع: هذه مقارنة بين ماذا كان يفعل الجور والاستنزافُ الشديد في السابق إذا كان بلا رادع في كثبان الدهناء، وبين، كيف نجني النتائج البيئية الثمينة من حماية هذه الصحراء رغم أن ذلك لم يتجاوز عدة أعوام”؟
إنشاء المحميات الملكية
وأردف: كان منتصف عام 2018م شهد صدور أمر ملكي كريم بإنشاء المحميات الملكية ومن بينها محمية الملك عبدالعزيز الملكية؛ التي تضم الدهناء والصمان، ومحمية الملك سلمان الملكية، ومحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية؛ التي تضم التيسية والحجرة، ومحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، ومحمية الملك خالد الملكية؛ التي يقع في نطاقها مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، وهو الذي ينتج غزلان الريم وغزلان الإدمي والمها العربي والوعول، ويعيد توطينها في الحياة البرية وسط تلك المحميات وغيرها من المحميات في السعودية.
ولفت إلى أن: المقارنة التي بدأ بها الفيديو غايتها أن أنظر وإيّاك ونتأكد أننا بين حالتين؛ الأولى فترة طغت فيها المصلحة الذاتية حتى تصورنا أنها هي القاعدة، والأخرى تظهر منها النتائج السارّة التي تحققت بعد فترة وجيزة بمقاييس عمر الصحراء عنوانها حماية الدهناء والانتصار لها، وهي مقارنة بين إهلاك أبرز أشجار هذه الكثبان؛ وهي الأرطى حينما يدمرها عبث الاستهلاك ويجعلها تترنح حتى تصبح أعوادا ميتة وبين أن تُعطى فرص النجاة حتى بدأت حاليًا مجموعات منها؛ مثلما يكشف هذا الفيديو، كيف تتخلص بالتدريج من كآبة الهشيم إلى أن تدب فيها خضرة الحياة.
ونوه إلى أن: النباتات الظاهرة يغلب عليها؛ حاليًا نبات الحماط أو الحلم، والنصي، والسبط، والثداء التي تغطي مجتمعة مع غيرها وتكسو التربة وتساعدنا بأن تقلل من اندفاع الرمال وتشكلها بهيئة عواصف غبارية حينما تهب عليها الرياح. ومن بين الأعشاب الخزامى والأقحوان والتربة والسنيرة واليعضيد أو العضيد والربلة والسعدان وغيرها، ويحدث هذا الجمال في وقت أصبحت لوحات الطرق التي تؤدي إلى الدهناء تتزين بلوحات إرشادية تنبّه إلى أن هنا عبور غزلان، ولم يكن أشد المتفائلين قبل سنوات معدودة يتوقع أن يرى هذه اللوحات منصوبة على على جنبات الطرق البرية؛ وهي تنبه العابرين إلى أن جزءًا من تراثنا الطبيعي الذي فُقد وهلك في السابق عاد ويتكاثر مع مرور الأيام وهي الغزلان والمها العربي أو الوضيحي.
فوائد عديدة
وختم بقوله: هذا فيديو يؤكد على أن السكان سيجنون فوائد عديدة؛ حتى لو كانت غير مباشرة، وهي فوائد بيئية وصحية واقتصادية وسياحية، والحقيقة أن صحراء الدهناء المحمية صارت حاليًا تسابق مرور الأعوام لتثبت أنها غنيةٌ بمكوناتها وأنها ستصبح أفضل مما نتوقع بإذن الله، مادام أن جور الرعي والاحتطاب والعبث لم يعد يجثم عليها ويهدد مقوماتها الحيوية، وهكذا ندرك أن هذه المحمية مع محميات طبيعية أخرى؛ في حقيقتها، كنوز بيئية للوطن والمواطن تخلصت من غلبة المصالح الذاتية وجشعها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.