عرب وعالم / مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

مواقف سياسية متباينة في بشأن الانفتاح على الحكومة السورية

مرصد مينا

رغم مرور نحو شهرين على سقوط نظام بشار الأسد في ، فإن العلاقات العراقية-السورية لا تزال في إطار التحفظ الرسمي، إذ لم تشهد تطورات ملموسة باستثناء إرسال وفد أمني من الجانب العراقي في يناير الماضي.

وتواصل الحكومة العراقية دراسة إمكانية قيام الخارجية العراقي بزيارة رسمية إلى دمشق، وذلك في ظل تصاعد الجدل السياسي حول الانفتاح على الحكومة السورية الجديدة.

تأتي هذه النقاشات في وقت حذر عدد من السياسيين من تطورات اعتبروها “تهدد استقرار ”.

وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في تصريحات صحفية، إن استقرار سوريا يرتبط بشكل مباشر بالأمن العراقي، زاعماً أن هناك تهديدات من تنظيم “داعش” الذي يواصل التواجد في مناطق تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وذكر حسين أن نحو 10 إلى 12 ألف عنصر من “داعش” معتقلون في سجون قسد، مما يشكل خطراً على العراق في حال تم إطلاق سراحهم.

ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التنظيم على الحدود المشتركة بين البلدين.

كما أكد حسين أن هناك تواصلاً مستمراً مع نظيره السوري رغم عدم تحديد موعد لزيارة رسمية حتى الآن.

وأشار إلى توجيه من رئيس الوزراء العراقي بأن يتم التباحث بشكل جاد حول زيارة وزير الخارجية إلى سوريا كخطوة لتعزيز العلاقات الثنائية.

العراق متأخر

وفي تصريح لعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، أكد أن من مصلحة العراق أن يتعامل إيجابياً مع الوضع القائم في سوريا، مشدداً على أن الفوضى هناك تشكل تهديداً مباشراً على الأمن العراقي.

واعتبر زيباري أن الحكومة العراقية متأخرة في تفعيل علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة مقارنة بالدول العربية الأخرى مثل الأردن والسعودية والكويت وقطر وغيرها.

المالكي يحذر

من جهة أخرى، حذر زعيم ائتلاف “دولة القانون”، نوري المالكي، من “السيناريو السوري” في العراق، مشيراً إلى أن هناك محاولات لالتفاف على العملية السياسية في البلاد.

وفي مؤتمر قبلي عقد في مدينة كربلاء، دعا المالكي المقرب من إيران إلى الحذر من بقايا تنظيم “داعش” وحزب البعث المنحل، محذراً من “استخدام هؤلاء الأدوات لخلق الفتنة” في العراق.

كما زعم بـ”وجود ضغوطات تهدف إلى إلغاء هيئة المساءلة والعدالة وإطلاق سراح الإرهابيين من السجون”، وهو ما رفضه بشكل قاطع.

وقال المالكي إن ائتلافه لن يسمح بأي محاولات لتكرار السيناريو الذي عاشته سوريا في العراق، مدعياً أن “العراق مستقر وديمقراطي رغم بعض الثغرات الأمنية التي يجب معالجتها”.

محاولات دمشق لتفعيل معبر “البوكمال” مع العراق

في سياق متصل، أكد وزير النقل السوري، بهاء الدين شرم، أن الحكومة السورية تعمل على “تفعيل” معبر “البوكمال” مع العراق، في خطوة قد تسهم في تسهيل حركة النقل والتبادل التجاري بين البلدين.

وأوضح الوزير السوري أن الإجراءات الخاصة بالمعبر جارية، مرجحاً أن يتم فتح المعابر الأخرى مع العراق بعد استقرار الوضع في منطقة الحسكة.

وفي وقت سابق، رجح مسؤولون عراقيون في يناير الماضي أن يتم إعادة نشاط معبر “القائم” الحدودي بين العراق وسوريا بشكل تدريجي.

وكانت السلطات العراقية قد أغلقت الحدود العراقية السورية في ديسمبر 2024 لأسباب أمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد، بما في ذلك المعبر الرئيسي بين البلدين.

حاليا تتجه الأنظار إلى التطورات المقبلة في العلاقات بين العراق وسوريا، خاصة أن ميليشيات عراقية تابعة لإيران شاركت في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد المخلوع وارتكتب مجارز بحق السوريين المعارضين لنظام بشار الأسد المخلوع على مدار أكثر من عقد، بحسب ما تؤكده تقارير حقوقية.

ورغم ذلك، تؤكد مصادر من دمشق أن الإدارة الجديدة تعمل لفتح صفحة جديدة مع بغداد، مع سعي كل طرف لتوطيد التعاون في مجالات عدة، لا سيما في محاربة التهديدات الأمنية على الحدود المشتركة.

لكن التحديات السياسية والأمنية قد تظل تشكل عقبة أمام تحقيق الاستقرار الكامل في هذه العلاقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا