- يشهد الاستثمار في تطوير البنية التحتية الرياضية، من ملاعب ومرافق تدريبية، نموًا مطردًا، لما لهذه الاستثمارات من منافع اجتماعية واقتصادية كبيرة تعود على القطاعين العام والخاص على حد سواء.
- تعزز هذا الاتجاه بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث ضاعفت الفرق الرياضية حول العالم، حجم استثماراتها في هذا المجال الحيوي.
- ولتحقيق نمو شامل ومستدام، يتعين على الحكومات والمجتمعات المحلية التعاون بشكل وثيق مع المستثمرين في القطاع الرياضي لتوفير بنى تحتية داعمة، كشبكات النقل والمواصلات وخدمات الإقامة والإعاشة، بما يُسهِم في تعزيز الأثر الاجتماعي والاقتصادي للرياضة على نطاق أوسع.
- ومن المتوقع أن يشهد عام 2025، إنجاز مشاريع بنى تحتية مُتعددة تُساهم في زيادة العائدات الاقتصادية للمجتمعات، وترسيخ مكانة الرياضة في صميم الثقافة والمجتمع.
- ويستهدف نمو الاستثمار في الملاعب في أوروبا، الذي يتركز بشكل أساسي على ملاعب كرة القدم، استقطاب جيل جديد من المشجعين، وتوفير فرص لتنويع الإيرادات للمنظمات المُشاركة في هذه البرامج.
- وبذلك، تُساهم تطويرات الملاعب في تحقيق أهداف تعظيم العائد على الاستثمار للمستثمرين من القطاع الخاص، وتسريع تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للقطاع العام.
نهج يركز على المجتمع لتطوير الأماكن
- يتطلب تنفيذ برامج التجديد الرياضي، التي تتخذ من المنشآت الرياضية نقطة ارتكاز، تعاونًا وثيقًا مع الحكومات وأصحاب المصلحة الرئيسيين لتنفيذ المبادرات الاستراتيجية، والتفاعل المجتمعي، وتحقيق تنمية مستدامة جاذبة للعيش والزيارة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية
- ويجب ألا يقتصر تطوير الملاعب الرياضية على مصالح الأندية، بل يجب أن تُدمج الفوائد المجتمعية في صلب عملية اتخاذ القرار.
- ففي أبريل 2024، كشفت شركة نايتهيد كابيتال مانجمينت (Knighthead Capital Management)، مالكة نادي برمنجهام سيتي، عن خطط لإنشاء حي رياضي حول ملعب عالمي جديد، يضم الاستاد وملاعب تدريب لجميع الفرق، بالقرب من وسط المدينة.
- يُقدّر المشروع بتكلفة تتراوح بين 2 و3 مليارات جنيه إسترليني، بهدف تحفيز التأثير الاجتماعي والاقتصادي طويل الأجل في ويست ميدلاندز، وذلك بالشراكة بين نايتهيد والحكومة والقطاع العام.
تعزيز مشاركة المشجعين
- يجب على المنظمات الرياضية مراعاة اختلاف أنماط الاستهلاك للرياضة لتعزيز مشاركة المشجعين من مختلف الأجيال.
- يتطلب ذلك الموازنة بين الحفاظ على تقاليد تجربة المباريات وتلبية التطلعات الترفيهية المتزايدة لدى الأجيال الشابة (جيل زد وألفا).
- ويجب التركيز كخطوة أولى، على أساسيات تجربة الملعب: الراحة، الأمان، وضوح الرؤية، جودة الأداء، والأجواء الحماسية.
- بعد ترسيخ هذه الجوانب، يمكن للمنظمات تمييز نفسها بتقديم خيارات ترفيهية متكاملة أثناء المباراة، ما يُشجع المشجعين على قضاء وقت أطول وإنفاق المزيد، ويعزز الانتماء المجتمعي للمنظمة.
- وفي هذا السياق، باشر فريق تورنتو بلو جايز بإجراء تحديثات شاملة لملعبه، مركز روجرز، على مرحلتين بهدف تعزيز تجربة المشجعين.
- شهدت المرحلة الأولى، المنجزة عام ٢٠٢٣، إنشاء 5 "أحياء" فريدة في المنطقة الخارجية للملعب، تضمّ مطاعم ترفيهية محلية، وتقدّم تجارب جماهيرية متميّزة مع مساحات اجتماعية مستقلة لكل منها.
- شملت التجديدات أيضاً تحديثات رقمية، مثل خدمة "Tap N Go" للسوق الآلي للأطعمة والمشروبات، ومنصة الخدمة الذاتية للمشروبات "Walk Thru Bru" لتسريع الخدمة.
- أمّا المرحلة الثانية، فتركز على تحسين تجربة المشاهدة، كإعادة توجيه المقاعد نحو لوحة القاعدة الرئيسية لتحسين زوايا الرؤية.
الملعب الذكي
- يشهد مفهوم "الملعب الذكي" تطورًا متسارعًا، مدفوعًا بتفضيل الجيل الجديد للتجارب الرقمية. وتسعى المنظمات الرياضية لتعزيز تجربة المشجعين عبر دمج التقنيات المتطورة في الملاعب، ما يُعرف بـ "المناطق الذكية".
- يشهد هذا السوق نموًا مطردًا، حيث يُقدر حجمه بأكثر من 8 مليارات دولار عام 2024، ومن المتوقع أن يتجاوز 38 مليارًا بحلول عام 2033.
- تراعي التصميمات الحديثة للملاعب ظاهرة "الشاشة الثانية"، حيث يستخدم المشجعون أجهزة رقمية بالتزامن مع مشاهدة المباريات.
- وتُظهر الدراسات أن 77% من المشجعين يمارسون نشاطًا رقميًا إضافيًا أثناء الحدث الرياضي، كالبحث عن الإحصائيات أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- والشاهد هنا أن الجيل القادم يتطلع لتجارب شخصية وسلسة، ما يدفع الملاعب لتوفير مناطق ترفيهية متنوعة، تشمل الطعام والموسيقى والثقافة، بالإضافة إلى مساحات اجتماعية.
الاتجاهات الناشئة في البنية التحتية الرياضية
- تشهد البنية التحتية الرياضية اتجاهات ناشئة، بدءًا من تلبية احتياجات الرياضة النسائية المتنامية إلى تعزيز الاستدامة.
- وتسعى المنظمات الرياضية إلى تبني تجارب وأولويات جديدة للجماهير، بهدف بناء مستقبل أكثر شمولية وإبداعًا ومسؤولية للقطاع الرياضي.
البنية التحتية للرياضة النسائية
- مع تزايد الاهتمام بالرياضة النسائية، تتجه المنظمات نحو تطوير بنيتها التحتية. ففي دوري كرة القدم النسائية، أنشأ فريق كانساس سيتي كورنت ملعب "سي بي كي سي" المطل على النهر بتكلفة 117 مليون دولار، كأول ملعب مُصمَّم خصيصًا لفريق نسائي محترف، مع خطط لمشروع مُتعدد الاستخدامات بقيمة 650 مليون دولار لتعزيز تأثيره الاقتصادي والاجتماعي.
- وفي إنجلترا، يخطط نادي برايتون آند هوف ألبيون لإنشاء ملعب خاص بفريقه النسائي، بينما حصل فريق مانشستر سيتي للسيدات على الموافقة لإنشاء منشأة تدريب مُخصَّصة.
عروض ضيافة مميزة وشخصية
- تمثل عروض الضيافة المتميزة والشخصية نقلةً نوعيةً عن المفاهيم التقليدية للضيافة المؤسسية، حيث باتت تُستخدم على نطاق واسع بوصفها أداة لخلق تجارب فريدة يسهل الوصول إليها، وتلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع.
- وتسعى المنظمات الرياضية إلى عقد شراكات مع العلامات التجارية الفاخرة في هذا المجال، بهدف تقديم خدمات ضيافة استثنائية، تشمل الاستعانة بطهاة عالميين مشهورين وتقديم هدايا قيّمة مُعدّة بعناية.
- ويُعدّ سباق الفورمولا ون مثالًا حيًا على هذه العروض المتميزة، وذلك من خلال نوادي بادوك التي تجمع بين المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاهير، وشركاء العلامات التجارية.
مبادئ الاستدامة
- دأبت مشاريع البنية التحتية الرياضية الحديثة على دمج مبادئ الاستدامة في عمليات تخطيطها على نحو متزايد.
- وفي سياق مشاريع التجديد الرياضي، يُيسّر التركيز على الاستدامة الحصولَ على التمويل العام من خلال إبراز الممارسات البيئية والاجتماعية الإيجابية، كما يُسهم في التخفيف من الآثار السلبية.
- وتُعتبر الرياضة في الوقت ذاته مُساهِمة في تغير المناخ ومتأثرة به؛ فتشييد الملاعب الجديدة وما يرافقه من عمليات نقل يُسهم في زيادة انبعاثات الكربون، بينما تتأثر المنافسات والمواقع ورفاهية الرياضيين بالظروف الجوية القاسية.
- لذلك، يتعين على المنظمات الرياضية، عند دراسة مشاريع التطوير العقاري، إدماج ممارسات واستراتيجيات الاستدامة في جوهر عملية التخطيط.
الخلاصة
- تسعى المنظمات الرياضية عالميًا إلى تطوير بنيتها التحتية لزيادة قدراتها وتعزيز علاقاتها طويلة الأمد مع مشجعيها.
- يُتيح ذلك لمستثمري القطاع الخاص تنويع مصادر دخلهم واستغلال الملاعب على مدار العام، ما يُعزز قيمة المؤسسة.
- أما الاستثمار العام في البنية التحتية الرياضية فيُساهم في تعزيز المجتمع وتحسين الصحة والرفاهية وجذب السياحة.
- لقد أصبحت الرياضات النخبوية محركًا للنمو الاقتصادي والاجتماعي، ما يُحقق التوافق بين الاستثمارات العامة والخاصة. وستُوظف المنظمات مستقبلًا ملاعبها لتوسيع نطاق عروضها الترفيهية والرقمية.
المصدر: ديلويت
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.