الإعلام الاجتماعي شأنه شأن مفاهيم العلوم الاجتماعية ليس هناك مفهوم شامل جامع، حيث تتعدد التعريفات والأطروحات العلمية التي تناولت المفهوم، وتتعدد أيضًا مسمياته فبعض يسميه بالإعلام الشبكي، وبعض بالإعلام الإلكتروني وآخرون بالإعلام الرقمي، في حين يطلق عليه أحيانًا بالإعلام الشبكي أو إعلام المجتمع، ويمكن تعريفه على أنه «الإعلام الذي يعتمد على التقنيات الجديدة التي بدأت بعد ظهور الإنترنت» مثل: المنتديات، المدونات، برامج التواصل الاجتماعي، ويمتاز بكونه غير وسيط حيث الكل فيه مستقبل ومرسل بعكس الإعلام التقليدي «الصحافة، الإذاعة، التلفزيون» الذي هو إعلام وسيط يبدأ بإرسال مؤسساتي إلى استقبال جماهيري.
ويعد الإعلام الاجتماعي أحد أهم الوسائل الناقلة للرسائل والمعلومات وأكثرها شهرة في العالم، إذ يلعب دورًا مهمًا ورئيسًا في التأثير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع، ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على استيعابها وتحليلها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، وللإعلام الاجتماعي أيضًا القدرة على تغيير سلوك وأنماط المجتمع وقد يكون هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، وتتفاوت درجات التأثير ففي بعض الأحيان قويًا جدًا وفي الأحيان الأخرى أقل تأثيرًا؛ ويتوقف ذلك على مدى رغبة الجمهور للتعرض لوسائل الإعلام الاجتماعي وما تبث من رسائل وأفكار واتجاهات.
وفي ظل التطورات الحديثة والحراك التكنولوجي الذي لا يهدأ في الوقت الراهن، يعيش الإعلام الاجتماعي حالة من ازدواجية الأدوار وتبادلية التأثيرات وتعددية الرسائل التي كانت في السابق أحادية الاتجاه، أما عن اليوم فالجمهور المستخدم شريك فاعل بصنعها ليس باستقبالها فحسب، أصبح المتلقي قادرًا على ترتيب أولوياته، مشاركًا في انتقاء رسائله، مؤثرًا على الإعلام والرأي العام، وصانعًا للمعلومة والخبر وناشرًا لها، بالتالي تعظم هنا مسؤولية الإعلام الاجتماعي بمختلف وسائله في جذب الجمهور والتأثير عليه وتحقيق المقاصد التي يسعى إليها، فالوصول له أصبح تحديًا يزداد تعقيدًا يومًا بعد اليوم.
ختامًا، يظل الإعلام الاجتماعي ساحة ديناميكية تتجدد باستمرار، تحمل في طياتها فرصًا متنوعة وتحديات متعددة، وبينما يعيد تشكيل العلاقة بين الأفراد والمجتمعات، فإنه يفرض على مستخدميه مسؤولية مضاعفة في التعامل مع تدفق المعلومات وانتقاء المحتوى بعقلية ناقدة وواعية. لذا، فإن استيعاب طبيعة هذا الإعلام المتغير وتوظيفه بوعي يسهم في تحقيق تواصل أكثر فاعلية، ويعزز دوره كأداة قوية للتثقيف والتأثير الإيجابي في المجتمعات.
@ syalaboud
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.