فيديو / صحيفة اليوم

التوازن مع التكنولوجيا في عصر الانغماس الرقمي


في ظل تسارع الحياة الحديثة، أصبحنا جميعًا نعيش في عصر يضعنا تحت ضغط مستمر من المحفزات. بين الشاشات التي لا تنطفئ، والإعلانات التي تلاحقنا، والمكافآت الفورية التي تعطيها لنا التكنولوجيا والطعام وحتى التسوق، يبدو أننا فقدنا السيطرة على عقولنا وسلوكياتنا. هذه الموجة المستمرة من التحفيز قد تكون ممتعة في البداية، لكنها تُرهقنا نفسيًا على المدى البعيد وتضعنا في حالة من الإدمان السلوكي الذي يصعب الخروج منه.
في عالمنا اليوم، يبدو أن التكنولوجيا قد أصبحت رفيقًا دائمًا في حياتنا. نحن نعتمد عليها في كل شيء تقريبًا: من إدارة أعمالنا الافتراضية، مثل العيادات الإلكترونية، إلى دفع الفواتير، وتسوق احتياجاتنا اليومية، بل وحتى التواصل مع العائلة والأصدقاء. ومع هذه الفوائد الهائلة، يكمن تحدٍّ كبير: كيف يمكننا أن نستخدم هذه الأدوات دون أن نستسلم لدوامة الانغماس الرقمي؟
وما يحدث في حياتنا اليومية من استخدام التواصل الاجتماعي والألعاب ومواقع التسوق ليس مجرد عن المتعة، بل هو انغماس مفرط يجعلنا نُنهك مواردنا العقلية والنفسية. عندما نحصل على مكافآت فورية، مثل إشعار على هاتفنا، أو وجبة مفضلة، نشعر باندفاع لحظي من السعادة. لكن هذا الشعور مؤقت ويليه عادة إحساس بالفراغ أو الملل.
حينها، نجد أنفسنا نبحث عن محفز جديد لاستعادة تلك السعادة الزائفة. وهكذا ندخل في دائرة لا نهائية من السعي وراء المتعة اللحظية، بينما نفقد تدريجيًا قدرتنا على الاستمتاع بالأشياء البسيطة والمستدامة.
الاستمرار في هذا النمط يُخلّف آثارًا ملموسة على النفس والجسد. فنحن نصبح أقل قدرة على التركيز، وأكثر عرضة للإرهاق النفسي، بل وقد نُصاب بالاكتئاب للتوقعات المبالغ فيها للسعادة التي لا تتحقق. على المستوى الجسدي، الإدمان على الطعام غير الصحي أو الاستهلاك المفرط للتكنولوجيا يؤثر على صحتنا ويُعمّق من مشكلاتنا.
الأخطر من ذلك أن هذا النمط يجعلنا نُهمل علاقاتنا وحياتنا الواقعية. فالوقت الذي نقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي أو في البحث عن محفزات سطحية يأتي على حساب اللحظات العميقة مع العائلة والأصدقاء، أو حتى على حساب وقتنا الخاص الذي يمكن أن نخصصه للاسترخاء أو تطوير الذات.
إن البحث عن التوازن ليس رفاهية، بل ضرورة نحتاجها لاستعادة ذاتنا وسط هذا الضجيج الذي يحيط بنا. لذا، السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا يوميًا هو: كيف يمكنني اليوم أن أختار حياة أكثر هدوءًا وتوازنًا؟
للخروج من هذه الحلقة المفرغة، نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية تُعيد لنا السيطرة على حياتنا. من بين هذه الحلول التقليل التدريجي للمحفزات فبدلًا من الامتناع التام عن الأشياء التي نستمتع بها، يمكننا تقليل الاعتماد عليها تدريجيًا ، و الخروج إلى الطبيعة يمنحنا فرصة لإعادة شحن طاقتنا بعيدًا عن الإغراق الرقمي. المشي في الهواء الطلق، أو الجلوس في مكان هادئ دون استخدام الهاتف، يمكن أن يكون تجربة مُنعشة للعقل والجسد ، كما أن الانخراط في أنشطة مستدامة مثل تعلم مهارة جديدة، القراءة، أو ممارسة الرياضة تُعزز من صحتنا النفسية والجسدية ، والتأمل والوعي الذاتي وذلك يساعدنا على التركيز في اللحظة الحالية بدلًا من البحث عن مكافآت خارجية، كما أن الوعي الذاتي يُمكننا من إدراك اللحظات التي نقع فيها فريسة للانغماس المفرط، مما يُعطينا فرصة للتوقف وإعادة التفكير.
الحرمان المؤقت المتوازن «دون أن يكون ذلك قاسيًا على النفس»، يمكننا فترات من الامتناع المؤقت عن المحفزات التي نبالغ في استهلاكها، مثل التوقف عن مشاهدة التلفاز ليوم كامل أو تخصيص يوم خالٍ من التطبيقات المشتتة.
@DrLalibrahim

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا