مرصد مينا
في وقت يشهد فيه العالم العربي اهتماماً كبيراً بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، ثم الترويج لاحقاً لفكرة نقلهم إلى ألبانيا وإندونيسيا، ينشغل الإسرائيليون بمناقشة جدية هذا الطرح. هل هو مجرد بالون اختبار للتعرف على ردود الفعل أم أنه خطة عملية ستنفذ في القريب العاجل؟
وتتابع وسائل الإعلام العبرية باهتمام التفاصيل المتعلقة بهذه الفكرة، التي لا تبدو عابرة بل هي جزء من مسعى أوسع.
الفكرة تثير اهتمام اليمين الإسرائيلي المتطرف
بدأت فكرة ترحيل الفلسطينيين تكتسب زخماً خاصة بين أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل. قادة هذا التيار لم يكتفوا بتأييد الفكرة بل تنافسوا في تبنيها وتحويلها إلى خطة عمل ملموسة.
في هذا السياق، قال المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيلية، عميت سيجال، وهو مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن اقتراح ترامب لم يكن مجرد زلة لسان، بل هو جزء من خطة مدروسة يجري تداولها بجدية داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية.
وأضاف أن المسؤولين في اليمين الإسرائيلي أكدوا علمهم بهذه الأفكار التي تتحدث عن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو دائم.
وثائق إسرائيلية سابقة تعزز المخطط
الأمر الأبرز في هذا الطرح هو أن هذه الخطة ليست جديدة، بل هي جزء من أفكار إسرائيلية قديمة. ففي أكتوبر 2023، تم الكشف عن وثيقتين تتناولان تفاصيل خطة ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر.
الوثيقة الأولى أعدتها وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، بينما الثانية صاغها البروفيسور مئير بن شبات، الذي كان مبعوثاً خاصاً لنتنياهو إلى الدول العربية.
تحدثت الوثيقتان عن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى مصر في إطار خطة موسعة تشمل تعويضهم عن بيوتهم في فلسطين ومنحهم وحدات سكنية في مصر.
في حينه، أدركت كل من مصر والأردن خطر هذه الخطة، وتمكنت الدول العربية من تحشيد جهودها لوقفها. ضُغط على الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن لرفض المخطط، وهو ما أسفر عن تجميد الفكرة في تلك الفترة.
إعادة ترويج المخطط
ورغم فشل المخطط في العام 2023، لم ينسَ التيار اليميني الإسرائيلي ذلك، بل واصل العمل على ترويج الفكرة مجدداً.
قادة اليمين الاستيطاني مثل وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ونشطاء الاستيطان، سعوا لتجديد الخطاب حول ترحيل الفلسطينيين.
ورغم أن هذه المرة تم التوسع في دراسة الوضع الاقتصادي في دول أخرى مثل ألبانيا وإندونيسيا والبوسنة والهرسك، إلا أن الفكرة الأساسية لا تزال تدور حول تحويل الفلسطينيين إلى مهاجرين في دول أخرى.
ترمب يتبنى الفكرة
من خلال تصريحاته، يتضح أن الرئيس ترامب تأثر بشكل كبير بالدراسات والمقترحات الإسرائيلية المتعلقة بنقل الفلسطينيين.
واستخدم ترامب لغة مشابهة لتلك التي استخدمها المستوطنون الإسرائيليون، حيث تحدث عن “تطهير المنطقة” من الفلسطينيين.
كما أشار إلى إمكانية أن يكون النقل مؤقتاً أو طويل الأمد، وهو ما يتطابق مع الفكرة الإسرائيلية التي طرحت تسوية الأراضي في غزة وتحويلها إلى منتجعات ومباني جديدة تكون امتداداً للمدن الإسرائيلية الكبرى مثل تل أبيب وأسدود.
وفي خطوة عملية جديدة، كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن عمله على خطة لتنفيذ رؤية ترامب، وذلك بالتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعضاء الكابينيت.
من المتوقع أن يطرح نتنياهو هذه الفكرة على ترامب خلال اللقاءات القادمة بين الطرفين في البيت الأبيض.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.