فيديو / صحيفة اليوم

حرس الحدود .. سادة الجغرافيا وأبطال التاريخ


على امتداد مساحات شاسعة من الجغرافيا، تقف المملكة العربية ، شاهدة على قوة رجالها الذين جعلوا من الحدود أسطورة أمان ودرعاً يحمي الوطن ،هؤلاء الرجال حرس الحدود ، هم الأبطال الذين جعلوا من التحديات الجغرافية والتاريخية محطة لصناعة الإنجازات، مسجلين بطولاتهم بمداد من فخر وإعجاز أمني.
كان حرس الحدود شاهداً حياً على تحول الأمن في المملكة إلى قوة رادعة تعمل بتقنيات العصر وأخلاقيات الماضي. بدأ الملك الموحد عبدالعزيز «رحمه الله» واسكنه فسيح جناته تأسيس خفر السواحل لحماية سواحل البلاد من التهديدات الخارجية، وسرعان ما تطورت هذه النواة لتصبح مؤسسة متكاملة تحمل اسم حرس الحدود، معنية بحماية البر والبحر.
في ظل تضاريس تمتد من جبال شاهقة وصحارى شاسعة إلى سواحل مترامية، يجسد حرس الحدود السعودي مفهوم سادة الجغرافيا، رجال يعرفون تفاصيل الأرض التي يدافعون عنها وكأنها جزء من أرواحهم، يجوبون الصحراء شمالاً، ويصعدون الجبال جنوباً، ويقفون بثبات على السواحل الشرقية والغربية لحماية الخليج العربي والبحر الأحمر وهذه الجغرافيا القاسية التي قد تهابها الجيوش، جعل منها حرس الحدود ميدان عملهم اليومي، يحولون الصعوبات إلى انتصارات، على مر العقود، تطور حرس الحدود السعودي من جهاز يعتمد على الجهود البشرية إلى مؤسسة أمنية متقدمة تسابق الزمن بالتقنيات الحديثة.
ما يميز حرس الحدود ليس فقط التكنولوجيا، بل الرجال الذين يقفون خلفها وهؤلاء ليسوا مجرد جنود، بل أبطال مدربون على أعلى مستوى، يجمعون بين القوة البدنية والمعرفة التقنية، التدريب المحلية والدولية تضمن بقاءهم دائماً في الطليعة، مدعومين بشجاعة متأصلة في روح كل سعودي.
أحد أبرز أوجه التميز الفريدة لحرس الحدود السعودي هو خبراتهم في قص واقتفاء الأثر، وهي مدرسة سعودية متجذرة في الثقافة المحلية، تعتمد على مهارات فريدة لمعرفة تحركات المتسللين والمهربين عبر الصحراء الشاسعة، هذه المهارة، التي تتوارثها الأجيال، أصبحت علماً متكاملاً لدى حرس الحدود، حيث يستخدمون بصمات الأقدام وآثار العربات لمعرفة المسارات ونوايا المتسللين.
بفضل هذه المدرسة، استطاع حرس الحدود أن يتفوق عالمياً في التعامل مع الطبيعة الصحراوية والجبلية والساحلية، مما منح المملكة سمعة أمنية رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن قصة حرس الحدود السعودي ليست مجرد تاريخ يروى، بل هي حكاية عن إعجاز أمني صنعته العقول السعودية، دمجوا الماضي بالحاضر، والتقاليد بالتقنية، ليخلقوا نموذجاً فريداً متفرداً في حماية الوطن، هؤلاء الرجال هم أبناء التاريخ، لأن جذورهم تمتد إلى بدايات تأسيس الدولة، وهم سادة الجغرافيا، لأنهم حولوا الطبيعة إلى حليفٍ في معركة الدفاع عن الوطن.
في كل خطوة يخطوها أحد رجال حرس الحدود، تتردد أصداء الوفاء للوطن، هؤلاء الأبطال يقفون على الحدود ليحيا الوطن بأمان، يجسدون روح التضحية والإصرار، ويكتبون فصلاً جديداً في كتاب الأمن الوطني.
إذا كان هناك من يستحق لقب سادة الجغرافيا وأبطال التاريخ، فهم بلا شك رجال حرس الحدود السعودي، الذين جعلوا من حماية المملكة رسالة خالدة تتوارثها الأجيال بفخر واعتزاز.
@malarab1

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا