كتبت أميرة شحاتة

وجد العلماء، أن آلاف التلال على المريخ تحتوي على طبقات من المعادن الطينية، والتي تشكلت عندما تفاعلت المياه الجارية مع الصخور خلال فترة غمرت فيها المياه المناطق الشمالية من المريخ.

ووفقا لما ذكره موقع "space"، قال جو ماكنيل من متحف التاريخ الطبيعي في لندن في بيان: "يظهر لنا هذا البحث أن مناخ المريخ كان مختلفًا بشكل كبير في الماضي البعيد، فالتلال غنية بالمعادن الطينية، مما يعني أن الماء السائل لابد وأن كان موجودًا على السطح بكميات كبيرة منذ ما يقرب من أربعة مليارات عام".

كما أن المريخ كوكب من نصفين، إلى الجنوب توجد مرتفعات قديمة، بينما إلى الشمال توجد سهول متآكلة منخفضة في الغالب حيث يُعتقد أن مساحة كبيرة من الماء كانت موجودة ذات يوم، والواقع أن الأدلة الآن دامغة على أن المريخ كان ذات يوم أكثر دفئًا ورطوبة، مع وجود أنهار وبحيرات وربما حتى محيطات كانت موجودة منذ ما يقرب من أربعة مليارات عام.

وتوصل الباحثون بقيادة ماكنيل إلى أدلة داعمة أخرى لوجود بحر شمالي، في هيئة أكثر من 15 ألف تلة وتلال يصل ارتفاعها إلى 1640 قدماً (500 متر) تحتوي على معادن طينية.

ودرس فريق ماكنيل منطقة بحجم المملكة المتحدة تقريباً مليئة بآلاف من هذه التلال، وهي كل ما تبقى من منطقة المرتفعات التي تراجعت مئات الكيلومترات وتآكلت بفعل المياه والرياح في منطقة كريس بلانيتيا إلى الشمال والغرب من منطقة المرتفعات الجنوبية المعروفة باسم وادي ماورث.

كانت منطقة كريس بلانيتيا موقع هبوط مهمة فايكنج 1 التابعة لوكالة ناسا في عام 1976 وهي منطقة منخفضة شاسعة تشكلت نتيجة لاصطدام قديم.

باستخدام صور عالية الدقة وبيانات التركيب الطيفي من أجهزة HiRISE وCRISM على مركبة استطلاع المريخ التابعة لوكالة ناسا، بالإضافة إلى مركبة وكالة الفضاء الأوروبية Mars Express وExoMars Trace Gas Orbiter، أظهر فريق ماكنيل أن التلال والهضاب المريخية تتكون من رواسب طبقية، ومن بين هذه الطبقات ما يصل إلى 1150 قدمًا (350 مترًا) من المعادن الطينية، والتي تتشكل عندما يتسرب الماء السائل إلى الصخور ويتفاعل معها لملايين السنين.

قال ماكنيل: "يُظهر هذا أنه كان هناك الكثير من الماء على السطح لفترة طويلة، ومن المحتمل أن يكون هذا قد جاء من محيط شمالي قديم على المريخ، لكن هذه فكرة لا تزال مثيرة للجدل".

وأضاف ماكنيل: "تحافظ التلال على تاريخ شبه كامل للمياه في هذه المنطقة داخل نتوءات صخرية متصلة يمكن الوصول إليها"، مضيفا "ستقوم مركبة روزاليند فرانكلين التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية القادمة بالاستكشاف في مكان قريب وقد تسمح لنا بالإجابة عما إذا كان المريخ يحتوي على محيط على الإطلاق، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كانت الحياة قد وجدت هناك".

وهذه المنطقة التي تحتوي على التلال التي تحتوي على الطين متصلة جيولوجيًا بأوكسيا بلانوم، وهو المكان الذي ستتجه إليه روزاليند فرانكلين عندما تنطلق في عام 2028 بحثًا عن حياة سابقة على المريخ.