كتب محمود عبد الراضي
الأحد، 26 يناير 2025 12:00 صلم يكن الشهيد أمين الشرطة عمر منازع مجرد شاب عادي؛ بل كان بطلاً في قلبه منذ نعومة أظافره، محبوباً من الجميع، يحمل في عينيه شجاعة تجسد معاني التضحية، وكان دائمًا في الصفوف الأمامية لمواجهة الأعداء.
كان يعمل بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، ثم تم انتدابه إلى شمال سيناء، حيث انضم إلى كتيبة الأبطال التي تدافع عن الأرض والعرض، ويواجهون الإرهاب ببسالة.
قبل استشهاده، كان عمر يتحدث عن زملائه الذين سبقوه إلى الجنة، مؤكداً أن دماءهم لن تذهب هدراً، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون من بين أولئك الذين سيلحقون بهم، ويحققون شرف الشهادة.
في تلك الأرض الطاهرة، حيث تصطدم الأرواح بالأقدار، قدم عمر روحه فداء للوطن، ليتنقل من عالمنا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، ويصبح مثالًا حياً للبطولة والتضحية.
جنازته كانت مهيبة، حيث ودعه أهالي قريته "شطورة" في شمال سوهاج، ليطووا صفحة بطل عاش هادئًا، بسيطًا، محبًا لكل من حوله، كان صاحب وجه بشوش، وروح نقية، دائم الخدمة للآخرين، دون أن يتوقع في يومٍ أن يكون اسمه مُدرجًا في قوائم الشرف.
اليوم، ما زالت ذكراه حية في قلوب الجميع، فبينما رحل عن الدنيا، ظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، ويظل بطلًا في الذاكرة، تجسيدًا للوفاء والشجاعة التي لا تموت.
في 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التي سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يومٌ وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصري الذي قاوم وصمد ولم يركع، نحن في عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء في معركة الكرامة.
رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هي منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.
نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.
كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحي من أجله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.