عبرت محافظة القدس عن مخاوفها العميقة من الإجراءات التعسفية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عند الحواجز المحيطة بمدينة القدس، ما يعكس سياسة الاحتلال في تقطيع أوصال الضفة الغربية وعدم وجود تواصل جغرافي بين القدس وبقية المدن الفلسطينية، وهو ما يهدف إلى القضاء على الحلم الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية ذات حدود متواصلة.
وأشارت المحافظة في بيان لها، اليوم الخميس، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - إلى أن المدينة تشهد منذ أيام تشديدات غير مسبوقة عند الحواجز العسكرية، ما ضاعف معاناة المواطنين بشكل كبير، خصوصا عند حاجز جبع شمال شرق القدس، حيث يُجبر المواطنون يوميا على الانتظار لساعات طويلة تصل في المتوسط إلى ست ساعات، ما يعيق حياتهم اليومية ويزيد الضغط النفسي والاقتصادي عليهم.
ولفتت إلى أن أبرز الحواجز العسكرية التي تُعرّض المقدسيين للتنكيل اليومي: حاجز قلنديا شمال القدس، وحاجز شعفاط شمال شرق المدينة، وحاجز الكونتينر جنوب شرق المدينة، إضافة إلى حاجز جبع شمال شرق المدينة.
وقالت المحافظة، إن هذه الحواجز تمثل نقاط إذلال يومية للمواطنين، حيث يتعرضون للتفتيش المهين والممارسات التعسفية التي تؤدي إلى تعطيل حياتهم بشكل شبه يومي.
وفي السياق ذاته، تشهد المدينة نصب حواجز عسكرية "طيارة" في أحياء مثل: جبل المكبر، وسلوان، والعيسوية، والعيزرية وحزما وغيرها من البلدات المقدسية، حيث تفتش قوات الاحتلال المركبات، وتحتجز الشبان بشكل تعسفي، وتفرض غرامات مالية باهظة على المواطنين.
ويحيط بمدينة القدس 82 حاجزًا تتنوع بين إغلاقات ترابية، وبوابات حديدية، وحواجز دائمة وأخرى طيارة، إضافة إلى جدار الفصل العنصري التوسعي، حيث تعزل هذه الحواجز بلدات القدس عن قلب المدينة، كما تفصل بين البلدات بعضها عن بعض، وتمنع التواصل الجغرافي مع المدن الفلسطينية الأخرى.
وأكدت المحافظة، أن ما تشهده المدينة من إجراءات مشددة وغير مسبوقة، هو جزء من الحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وما يجري في جنين، بهدف إشعال المزيد من التوترات، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واسترضاء حكومة الاحتلال لوزير ماليتها المتطرف بتسلئيل سموتريش، بتوسيع العدوان في مدن الضفة الغربية، وبالتالي جر المنطقة إلى مواجهة شاملة من خلال هذه السياسات التي تهدف إلى خلق مناخ من العنف، تمهيداً لتصعيد الوضع الميداني.
ودعت ، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه السياسات القمعية التي تؤثر بشكل كبير في حياة الفلسطينيين، وتزيد معاناتهم اليومية.
وفي السياق، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من العدوان المبيت وحرب الإبادة والتهجير التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية جميعها.
جاء ذلك خلال لقاء المفتي، القنصل التركي العام في القدس المعتمد لدى دولة فلسطين إسماعيل تشوبان أوغلو، حيث أطلعه على الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني من إغلاقات، وتقطيع لأوصال الأراضي الفلسطينية، ومصادرة للأراضي، وهدم للبيوت، والقتل بدم بارد، إضافة إلى حماية المستوطنين المتطرفين الذين يهاجمون البيوت والأملاك الفلسطينية، ويحرقونها ويستلون عليها، ويعتدون على المواطنين الأبرياء العزل.
وطالب الشيخ حسين، المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف هذه الهجمات قبل فوات الأوان، مبينا المخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة المستعمرين المتطرفين المس به، وأن سلطات الاحتلال تعمل على تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، وهو للمسلمين وحدهم بقرار رباني، ولا يشاركهم فيه أحد.
ومن جانب أخر، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، تفاصيل جديدة عن استشهاد المعتقل محمد حسين العارف (45 عاما) من مخيم نور شمس بطولكرم، عبر تقرير طبي أولي زُودت به العائلة بعد عملية التشريح التي تمت في 17 ديسمبر الماضي، والتي تؤكد أن الشهيد العارف تمت تصفيته بشكل متعمد خلال فترة التحقيق معه، وكان من الواضح أن هناك قرارا بقتله منذ لحظة اعتقاله في تاريخ 28 نوفمبر الماضي.
وأوضحت الهيئة والنادي - في بيان مشترك، اليوم الخميس- جزءا من التفاصيل التي وردت في التقرير التي تشير إلى وجود علامات متعددة تؤكد أنه تعرض لاعتداء جسدي، وإصابة أخرى ناتجة عن الاستخدام (المفرط) للقيود، إضافة إلى وجود أورام دموية في عدة أجزاء من جسده، وإصابة واضحة تؤكد أنه تعرض لنوبة قلبية، ووجود انسداد رئوي، كما لوحظ وجود ورم دموي كبير نسبيا فوق الركبة، وعلامات متعددة للاعتداء الجسدي، ما تسبب على الأرجح في نزيف داخل الجمجمة.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن جريمة اغتيال المعتقل محمد وليد حسين (العارف) وتصفيته، هي جزء من سجل جرائم الاحتلال الممنهجة والمتواصلة منذ عقود بحق المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته، والتي تهدف بشكل أساس إلى سلب االمعتقلين إنسانيتهم، إلى جانب قتلهم، والتي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة.
يذكر أن الشهيد العارف، هو معتقل سابق أمضى نحو 20 عاماً في سجون الاحتلال، وأُفرج عنه قبل ثلاث سنوات، وقد أعيد اعتقاله في 28 نوفمبر الماضي، قبل نقله إلى مركز تحقيق (الجلمة)، ووفقا للمعطيات فإنه جرى نقله يوم 4 ديسمبر الماضي إلى مستشفى (رمبام) واستُشهد فيها صباحا.
والشهيد محمد حسين (العارف) هو واحد من بين (56) معتقلا استُشهدوا في سجون الاحتلال بعد الحرب وهم فقط المعلومة هوياتهم، علماً أن هناك العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات والاحتلال يواصل إخفاء بياناتهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.