تعتبر أزمة الدولار في مصر من القضايا الاقتصادية الملحة التي تواجه البلاد في الوقت الحالي،ومع تزايد الاحتياجات الأساسية للسكان، يتطلب الأمر اتخاذ خطوات استراتيجية لتقليل الاعتماد على العملة الأجنبية، وذلك من خلال تعزيز الإنتاج المحلي و الصادرات،الرئيس عبد الفتاح السيسي أوضح في عدة مناسبات أهمية هذا التوجه لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق استدامة في النمو، مما يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات لتحقيق هذه الأهداف.

السيسي يوضح أسباب أزمة الدولار في مصر

في تصريحات الرئيس السيسي، أشار إلى الأسباب الأساسية لأزمة الدولار الحالية، موضحًا أن الحكومة تسعى لتسهيل الدعم للمواطنين من خلال توفير السلع الأساسية والوقود بالجنيه المصري بأسعار مدعومة،هذه السياسات تهدف إلى تقليل الاعتماد على العملة الأجنبية، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تؤثر على جميع جوانب الحياة الاقتصادية.

دور الدولة في دعم السلع الأساسية والوقود

أكد السيسي أن الدولة تعمل بجد لتأمين احتياجاتها من المواد البترولية، حيث تحتاج مصر إلى حوالي 20 مليار دولار سنويًا لاستيراد الوقود،وبالرغم من هذه الاحتياجات، تقوم الحكومة ببيع المواد البترولية بأسعار مدعومة وبالجنيه المصري، مما يسهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين،وفي حال تم بيع الوقود بأسعار سوقية، لكان تأثير هذا الأمر على الحياة اليومية حادًا، مما يستدعي ضرورة الاستمرار في دعم هذه السلع.

التحديات الاقتصادية في مصر الاعتماد على الاستيراد

تواجه مصر تحديات كبيرة فبينما تعتمد بشكل متزايد على استيراد بعض السلع الغذائية الأساسية مثل القمح والذرة وفول الصويا وزيت الطعام، يشير السيسي إلى أن البلاد تحتاج سنويًا إلى 10 ملايين طن من القمح و13 مليون طن من الذرة وفول الصويا،هذا الاعتماد على الاستيراد أصبح يمثل تحديًا كبيرًا في ظل ال المستمرة في عدد السكان ومن ثم تراجع الإنتاج المحلي.

التحولات الاقتصادية من التحديات إلى الفرص

أوضح الرئيس السيسي أنه في العقود الماضية لم تكن هناك حاجة ملحة لاستيراد العديد من المنتجات الغذائية، حيث كان الإنتاج المحلي قادراً على تلبية الاحتياجات،لكن مع التزايد الملحوظ في عدد السكان وتناقص الإنتاج الزراعي، أصبح من الضروري البحث عن منتجات من الخارج مما يعتبر تحديًا ولكنه أيضًا يشكل فرصة لتعزيز الإنتاج المحلي.

الهدف الإنتاج المحلي وتقليل الفاتورة الاستيرادية

يشدد السيسي على أن الهدف الأساسي هو تعزيز قدرة مصر على الإنتاج المحلي، وهو ما يعد معركة حقيقية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي،يعد هذا الأمر ضروريًا لتقليل فاتورة الاستيراد و فرص التصدير، ويتطلب ذلك تعاون جميع القطاعات – الحكومية والخاصة والمجتمع المدني – لتحقيق تحول إيجابي في الاقتصاد المصري.

التأثيرات العالمية على الاقتصاد المصري

سلط السيسي الضوء على التأثير الكبير الذي تعرض له الاقتصاد المصري بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة التي شهدت انتشار جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا،هذه المتغيرات العالمية أثرت بشكل ملحوظ على العملات وألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي في مصر، مما يستدعي استراتيجيات مرنة للتعامل مع هذا التغير.

الاستراتيجية المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة

ختامًا، دعا السيسي إلى ضرورة الاستمرار في تعزيز الإنتاج المحلي ودعم الصادرات وتقليل الاعتماد على الواردات، مؤكدًا على أن هذه الأولويات يجب أن تكون محور العمل في المرحلة القادمة،التحسينات التي تم إدخالها على الاقتصاد المصري، على الرغم من التحديات الكبيرة، يُنظر إليها كأرضية قوية لبلوغ تنمية مستدامة، والاستعداد لمواجهة أي أزمات اقتصادية مستقبلية قد تطرأ.