في سياق التحولات الاقتصادية المعاصرة، يحتل سعر البن مكانة محورية في استراتيجيات الاستهلاك العالمي، مما يجعله موضوعًا ذو أهمية خاصة لعشاق القهوة، وخاصة في مصر،يعكس ارتفاع الأسعار الملموس تداعيات مباشرة للأحداث المناخية خاصة في البرازيل، التي تعد أكبر منتج للبن في العالم،لذلك، سنستعرض في هذا البحث الأسباب الكامنة وراء ارتفاع أسعار البن، وتأثير ذلك على السوق المصرية، بالإضافة إلى الآثار المستقبلية للتغيرات المناخية على هذا القطاع،

الأثر المناخي في البرازيل على إنتاج البن

تعد البرازيل المصدر الأساسي للبن، حيث تنتج أكثر من ثلث الكمية المعروضة عالميًا،ولكن، شهدت البلاد في عام 2025 أخطر حالات الجفاف وحرائق الغابات التي تمتد آثارها إلى المزارع،تشير التقارير إلى أن هذه الظروف أدت إلى نقص حاد في كمية المحاصيل المتاحة، مما انعكس سلبًا على الإنتاج،في ديسمبر 2025، تصاعد سعر قهوة أرابيكا بشكل حاد، ليصل إلى 3.48 دولار للرطل في بورصة نيويورك، وهو سعر لم يسبق له مثيل منذ عام 1977.

مدى تأثير ذلك على السوق المصرية

رغم أن مصر ليست دولة منتجة للبن، إلا أن تأثير الأسعار العالمية ملحوظ على السوق المحلية،يبرز التحدي الكبير للمستوردين المحليين في مواجهة نقص المعروض وارتفاع التكاليف، مما سيؤثر حتمًا على أسعار القهوة في المقاهي والمتاجر،من المتوقع أن يلجأ العديد من المستهلكين إلى تعديل عاداتهم المرتبطة بشرب القهوة، وقد ينشأ عن هذه الظروف تغيير جذري في العادات الاستهلاكية.

أزمة المناخ التأثير المروع على المزارعين

يتعرض المزارعون في البرازيل لتحديات جمّة نتيجة للتغيرات المناخية المستمرة، حيث باتت الفصول الزراعية غير متوقعة،المزارع غي كارفاليو، الذي يمتلك خبرة تمتد على 35 عامًا في هذا المجال، أشار إلى الصعوبات المتزايدة التي تواجهها الصناعة نتيجة لهذه التغيرات،ومع قلة الخيارات المتاحة للتكيف، يتوقع الخبراء أن تزداد المشكلة تتفاقم في عام 2025 مما يعزز حتمية استمرار ارتفاع الأسعار.

التوقعات المستقبلية لسعر القهوة

تشير التوقعات إلى أن أسعار القهوة قد تستمر في الارتفاع بسبب مشكلات المناخ والجفاف المستمر في البرازيل،تساهم كذلك العوامل الجيوسياسية، مثل القيود الجمركية المفروضة على المنتجات، في ضخ المزيد من الضغوط على أسعار القهوة،إن الاعتماد المتزايد على البن البرازيلي يجعل السوق المحلية حساسة لأي تغيرات تحدث في الدولة المصدرة.

تأثير ارتفاع الأسعار على العادات اليومية للمصريين

مع الارتفاع المتواصل لأسعار البن، من المحتمل أن تتأثر عادات شرب القهوة بشكل كبير،إذ قد يجد العديد من محبي القهوة أنفسهم مضطرين لتقليص استهلاكهم أو البحث عن بدائل أقل تكلفة،من المؤكد أن هذه التغيرات ستترك أثراً على الثقافة اليومية للمصريين، مما قد يؤدي إلى خروج القهوة من جدول الأولويات لدى الكثيرين.

الخلاصة

استناداً إلى الظروف الحالية، من المرجح أن تستمر أسعار البن في الارتفاع خلال عام 2025،حيث يظل تأثير الجفاف والحرائق في البرازيل على تموين القهوة أمرًا حاسمًا،ينبغي على المستهلكين في مصر الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة تتعلق بأسعار القهوة، التي قد تؤثر سلباً على تفضيلاتهم وعاداتهم الاستهلاكية.