22 يناير 2025, 4:18 مساءً
في قرار أثار جدلاً واسعًا، منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عفواً رئاسياً لروس أولبريخت، مؤسس سوق "طريق الحرير" الإلكتروني، الذي كان يُعتبر أحد أكبر أسواق المخدرات غير المشروعة على الإنترنت، والقرار الذي جاء بعد سنوات من الحملات المكثفة من قبل نشطاء العملات الرقمية، أعاد فتح ملفات قضية أثارت تساؤلات حول حدود العدالة وقوة التكنولوجيا في تغيير قواعد اللعبة الاقتصادية والقانونية.
طريق الحرير
وكان روس أولبريخت، المولود في عام 1984، شابًا طموحًا درس الفيزياء وعلوم الحاسوب، قبل أن يتحول إلى شخصية مثيرة للجدل في عالم الإنترنت. ففي عام 2011، أطلق أولبريخت موقع "طريق الحرير"، الذي عمل على شبكة "دارك ويب" الخفية، ليصبح واحدًا من أولى الأسواق الإلكترونية، التي تستخدم العملات الرقمية مثل البيتكوين في تبادل السلع غير المشروعة.
وخلال فترة قصيرة، تحول "طريق الحرير" إلى منصة عالمية لتجارة المخدرات، حيث تم تنفيذ أكثر من 1.5 مليون عملية بيع، شملت الهيروين والكوكايين ومواد أخرى محظورة. وفقًا للسلطات، تجاوزت إيرادات الموقع 200 مليون دولار، مما جعله هدفًا رئيسيًا للتحقيقات الأمنية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
المحاكمة والعقوبة
وفي عام 2015، حُكم على أولبريخت بالسجن مدى الحياة، دون إمكانية الإفراج المشروط بعد إدانته بتهم متعددة، بما في ذلك توزيع المخدرات عبر الإنترنت. كما اتهمته السلطات بالتخطيط لعمليات اغتيال ضد أشخاص اعتبرهم تهديدات، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية على تنفيذ هذه الاغتيالات.
وعلى الرغم من إدانته، تحول أولبريخت إلى أيقونة في مجتمع العملات الرقمية والمجتمع الليبرتاري. وأطلق مؤيدوه حملة واسعة تحت شعار "حرروا روس"، معتبرين أن عقوبته كانت قاسية وغير متناسبة مع الجرائم المنسوبة إليه.
قرار العفو
وجاء قرار ترامب بالعفو عن أولبريخت بعد سنوات من الوعود، التي قطعها خلال حملاته الانتخابية، حيث سعى لكسب دعم مجتمع العملات الرقمية الذي أنفق أكثر من 100 مليون دولار لدعم ترشيحه. في منشور على منصة "تروث سوشيال"، أعلن ترامب عن قراره وانتقد المدعين العامين، الذين عملوا على إدانة أولبريخت، واصفًا إياهم بـ"الأوغاد".
وأثار القرار ردود فعل متباينة، حيث رحب به نشطاء العملات الرقمية والمجتمع الليبرتاري، بينما انتقده آخرون باعتباره قرارًا يهدد سيادة القانون. قال بيت ريزو، محرر في "بيتكوين ماغازين": "روس أولبريخت كان الأكثر تأثيرًا في عصر البيتكوين المبكر، وهذا القرار يعكس قوة المجتمع في إحداث التغيير."
ورغم العفو، تظل قضية أولبريخت موضوعًا مثيرًا للجدل. فبينما يرى البعض أنه ضحية لنظام قضائي قاسٍ، يعتبره آخرون مجرمًا استغل التكنولوجيا لنشر الفوضى. السؤال الذي يبقى معلقًا: هل كان قرار ترامب خطوة نحو العدالة، أم مجرد لعبة سياسية في عالم مليء بالصراعات؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.