عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

صراع الأجيال واللهجة البدوية يشعلان حجم الإقبال على "هوبال"

تم النشر في: 

22 يناير 2025, 12:08 مساءً

يبدو أن الأمر هكذا فعلاً.. فـ"" هوبال يؤسس لصناعة سينما سعودية مميزة، قادرة على تحقيق الإبداع الفني على أرض الواقع، وجذب الأنظار إليه، ويشهد على ذلك الترمومتر الحقيقي للسينما، وهو شباك التذاكر، الذي يعكس الإقبال الفعلي على العمل، ورغبة المشاهدين في رؤيته، والتعرف على تفاصيله، ومسارات المجهود الذي بُذل فيه، حتى يخرج بهذا الشكل اللافت، باعتباره عملاً وطنيًا عميقًا.

وانطلق فيلم "هوبال" مطلع العام الجديد (2025) كأحد أهم الأعمال السينمائية ، التي تراهن عليها هيئة الأفلام، التابعة لوزارة الثقافة، وترى أنه سيفوز بجوائز عدة، تؤكد لمن يهمه الأمر، أن صناعة السينما السعودية راسخة، وتمتلك تاريخًا وخبرات متراكمة، على الرغم من توقفها لفترة من الوقت، وأن هذه السينما قررت العودة بشكل أقوى من ذي قبل.

وخلال أيام عرضه في دور السينما، وضع "هوبال" بصمته القوية في شباك التذاكر، محققًا أرقامًا قياسية، خصوصًا أن قصته درامية عائلية مثيرة، كان لها وقع خاص على الجمهور ، الذي أقبل على دور العرض لمشاهدته.

وعُرض "هوبال" في دور السينما المحلية، يوم 2 يناير الجاري، وحقق في أول 72 ساعة، مبيعات تجاوزت التوقعات، بعدما باع أكثر من 32,980 تذكرة، بإيرادات تجاوزت 1.5 مليون ريال، ومع المزيد من الإقبال على الفيلم، ارتفعت الأرقام بشكل كبير في الأسبوع التالي، لتصل إلى 9.1 مليون ريال خلال أسبوعين، مع بيع أكثر من 199,000 تذكرة.

"هوبال" من إخرج عبد العزيز الشلاحي، وكتبه مفرج المجفل، وشارك فيه الكوميديون إبراهيم الحساوي وحمدي الفريدي ، ومشعل المطيري ، وميلا الزهراني ، ووجوه شابة من الجنسين وأطفال، وهو أول فيلم سعودي يُقدم باللهجة البدوية ويُظهر تفاصيل حياة البادية بدقة كبيرة جدًا، الأمر الذي دفع الجمهور إلى الاندماج مع أحداثه، مع إتقان الممثلين تفاصيل اللهجة على الرغم من صعوبتها.

فيلم درامي

و"هوبال" فيلم درامي طويل، أُنتج عام 2024م، وتدور أحداثه في فترة اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1990م. وقصة الفيلم إنسانية من الطراز الأول، تجري أحداثها في الصحراء، حول أسرة كبيرة، يقودها الجد الثمانيني بعقلية الماضي.

وفي فترة من الفترات، يؤمن الجد بظهور علامات اقتراب قيام الساعة، ما يدفعه لفرض عزلة تامة على أفراد عائلته، واتباع نمط حياة صارم، يلفظ كل مظاهر التطور والحضارة، وعلى الرغم من العقلية القديمة للجد، إلا أن العمل نجح في إظهار الصفات الحقيقية للجد، فهو لم يكن شريرًا بطبيعته، كما قد يعتقد البعض، بل هو جد قاسٍ وحنون في الوقت نفسه، يخاف على أحفاده والأطفال، ويخشى عليهم من تبعات مواكبة التقليعات الجديدة.

وأثناء ذلك، يظهر أحد شباب العائلة، الذي يحب ابنة عمه المصابة بمرض الحصبة، فيقرر مخالفة تعليمات الجد، ًا عن علاج للفتاة، ويبذل المحاولات ويذهب بها إلى المستشفى وهناك يكتسب المرض المعدي ثم تُشفى البنت ويبقى هو في عزلة ثم ينقل إلى المستشفى ويموت في الطريق.

وتأخذ القصة منحى آخر، تتفاقم فيه الأحداث وتبلغ ذروتها، خصوصًا مع اختفاء الجد، ما يفتح المجال لنزاع داخل العائلة بين من يتمسك بتعاليم الجد القديمة، ومن يرغب في كسر العزلة بالأسرة المنكوبة، والخروج إلى القرية بحثًا عن النجاة والتطور والحضارة التي حرمت منها.

صناعة الأفلام

بعد النجاح الكبير للفيلم في المملكة، من المقرر أن يُعرض في دولة ، بدءًا من غدٍ الخميس 23 يناير 2025، في خطوة لتعزيز انتشاره خليجيًا، والفيلم تجربة إنسانية وسينمائية، تثبت أن السينما السعودية في طريقها لتصبح لاعبًا رئيسيًا في صناعة الأفلام العالمية.

وظهرت السينما السعودية في بداية خمسينيات القرن الميلادي العشرين، حين ظهر أول فيلم محلي عام 1369هـ/1950م بعنوان “الذباب”، كما أُنتج أول فيلم سينمائي طويل حول السعودية عام 1374هـ/1955م، بعنوان "جزيرة العرب"، وعلى الرغم من توقف العروض السينمائية في السعودية في بداية الثمانينيات الميلادية، بعد أن كانت تنشط بشكل عشوائي عبر الأندية الرياضية وبعض البيوتات، إلا أن عملية صناعة الأفلام لم تتوقف، إذ صُوِّر وأُنتج عدد من الأفلام السعودية التي اعتمدت على الجهود الفردية من شباب هواة، عرضت بعضها في مهرجانات وتجمعات محلية، وشاركت في مهرجانات وخليجية، وتحت مظلة رؤية 2030، انطلقت السينما السعودية بكل أدواتها للمنافسة العالمية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا