مصر اليوم / اليوم السابع

فى عيد الشرطة 73.. "أمنية رشدى" شهيدة الفداء وعروس السماء

كتب محمود عبد الراضي

الأربعاء، 22 يناير 2025 07:30 ص

في سجل الشرف والتضحية نجد أسماء من أضاءوا طريق الوطن بدمائهم الطاهرة، ومنهم الشهيدة الشرطية "أمنية رشدي"، التي أصبحت رمزًا للبطولة والفداء.

لم تكن مجرد ضابطة في الشرطة النسائية، بل كانت مثالاً حيا للتضحية التي فاقت حدود الخيال، عندما منعت انتحاريًا من دخول كنيسة المرقسية بالإسكندرية، ليقدم جسدها فداءً لحماية الأرواح.

رحلت "أمنية" في ريعان شبابها، حيث كانت لا تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، حاملة معها أحلامًا بسيطة، جهاز منزلها وأثاث زفافها، ولكن القدر اختار لها أن تحتفل بزفافها في الجنة، بين الشهداء، وفي أعالي السماء.

تقول والدتها، التي لم تتوقف عن الحديث عنها: "أمنية كانت مثل الملاك، تملأ الحياة سعادة وبهجة"، وأضافت بصوت مليء بالأسى: "كانت محبوبة من الجميع، وكان قلبها مليئًا بالخير".

لم تكن "أمنية" مجرد شرطيّة، بل كانت تجسد معاني الإنسانية والعطاء، حتى في أوقات الشدة. أما عن لحظة الوداع، فقد عبرت والدتها بحزن عن فقدانها: "واحشتيني جدًا يا أمنية، نفسي أشوفك وأحضنك، ولكنك شرفتينا"، ورغم الألم، وجهت الأم رسالة قوية للإرهابيين: "حسبنا الله ونعم الوكيل، فلن تقهروا هذا الوطن، وكل شهيد يفتح طريقًا لشهيد آخر".

في 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التي سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يومٌ وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ ، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.

اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصري الذي قاوم وصمد ولم يركع، نحن في عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء في معركة الكرامة.

رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هي منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.

نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.

كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحي من أجله.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا