عرب وعالم / السعودية / عكاظ

ماذا لو؟

في عالم يمتلئ بالاحتمالات والسيناريوهات، يُطرح سؤال «ماذا لو؟» بوصفه أداة للتأمل والتفكير في أثر الخيارات البديلة والنتائج المحتملة. ومع التحوّلات التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة، يصبح هذا السؤال أكثر من مجرد أداة فلسفية، بل أداة لفهم الفارق الجوهري بين ما كان وما أصبح. في ظل قيادة واعية ورؤية شاملة، تبرز أدوارٌ حيوية قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل التطلعات إلى واقع ملموس.

ماذا لو لم تكن هناك رؤية 2030؟

قبل سنوات قليلة، كان الاقتصاد يعتمد بشكل شبه كامل على النفط، ومع تقلبات الأسواق العالمية، لربما كانت المملكة معرّضة لتحديات كبرى. لكن ماذا لو لم تكن هناك رؤية 2030؟ ماذا لو لم يتم اتخاذ قرارات جريئة لتنويع الاقتصاد؟ لولا هذه الرؤية، لكنا اليوم نواجه صعوبات اقتصادية خانقة، مع غياب الفرص التي أتاحتها مشاريع التنويع.

ولكن، بفضل قيادة الأمير محمد بن سلمان، أصبحت المملكة تسير بخطى ثابتة نحو اقتصاد مستدام يعتمد على قطاعات متنوعة مثل ، التقنية، المتجددة، والصناعة. تضاعفت إيرادات السياحة الداخلية والخارجية، ووصل عدد الزوار إلى 25 مليون زائر في ، كما زادت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 35% منذ إطلاق الرؤية.

ماذا لو لم يُتخذ قرار بمكافحة الفساد؟

لطالما كان الفساد عقبة أمام تحقيق التنمية. ماذا لو لم يكن هناك قرار حاسم بمكافحة الفساد؟ لربما استمرت الموارد تُهدر دون فائدة، مما يضعف ثقة المواطن بالمؤسسات. لكن ولي العهد قاد حملة جريئة لمكافحة الفساد، نتجت عنها استعادة 400 مليار ريال لصالح الدولة، وإعادة هيكلة الأنظمة بما يضمن الشفافية.

هذا القرار لم يكن مجرد إجراء داخلي، بل رسالة للعالم أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو الشفافية والحوكمة الرشيدة.واليوم، أصبحت من بين الدول الرائدة في تحسين بيئة الاستثمار، حيث قفزت إلى المرتبة 38 في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال.

ماذا لو لم يُمكَّن الشباب والمرأة؟

في الماضي، كان دور الشباب والمرأة محدوداً في التنمية، مما أضاع على البلاد فرصة استثمار عقول وإمكانات هائلة. لكن ماذا لو لم تُفتح هذه الأبواب؟ ماذا لو لم تكن هناك مبادرات مثل برنامج تنمية القدرات البشرية؟

اليوم، بفضل رؤية ولي العهد، يمثل 70% من سكان المملكة تحت سن الأربعين، وهم الآن في قلب عملية التغيير، يقودون الشركات الناشئة والمبادرات المبتكرة. المرأة السعودية دخلت مجالات جديدة، مثل الهندسة والطيران والقانون والمناصب القيادية في القطاعين العام والخاص، مما ساهم في رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 37%، بزيادة 10% خلال خمس سنوات فقط. ماذا لو لم نفكر عالمياً؟

بينما تركز العديد من الدول على تحسين أوضاعها الداخلية فقط، اختارت السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان أن تفكر عالمياً. مشاريع مثل نيوم وذا لاين والقدية لم تكن مجرد طموحات اقتصادية، بل كانت رؤية تضع المملكة في مركز الحراك العالمي. نيوم أصبحت رمزاً عالمياً للابتكار في الطاقة المتجددة والتقنية، كما أن مشروع سندالة يجذب السيّاح من جميع أنحاء العالم، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة الفاخرة.

إلى جانب ذلك، أثبتت المملكة قدرتها على تنظيم أضخم الأحداث العالمية، مثل كأس العالم 2034 في نسخته الأكبر. كان فوز المملكة باستضافة هذه النسخة حدثاً بارزاً على جميع الأصعدة، يعكس قدرة المملكة وإمكاناتها في تنظيم المحافل الدولية والفعاليات الرياضية بكفاءة عالية. كما أضافت السعودية إلى سجلها الدولي نجاحاً جديداً بحصولها على شرف استضافة معرض إكسبو 2030، الذي يُتوقع أن يكون الحدث الأكبر عالمياً. هذه الإنجازات تعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة المملكة على إدارة وتنظيم الفعاليات الكبرى بما يعزز مكانتها كمركز عالمي للإبداع والتميز.

كل ذلك كان جزءاً من تحقيق وعد ولي العهد بأن تصبح المملكة وجهة العالم من كل اتجاه وفي جميع المجالات، سواء في الابتكار، السياحة، الاقتصاد، أو الرياضة. ماذا لو لم تُدَر أزمات كبرى بكفاءة؟

خلال أزمة جائحة ، واجه العالم تحديات غير مسبوقة. لكن ماذا لو لم تكن المملكة تمتلك القدرة والإدارة لاستضافة قمة مجموعة العشرين G20 في خضم الأزمة؟ القمة التي عُقدت افتراضياً برئاسة المملكة كانت دليلاً على مرونتها وقيادتها الحكيمة. القرارات التي خرجت بها القمة ساهمت في دعم الاقتصاد العالمي، وضمان استمرار تدفق السلع الأساسية، ومساندة الدول النامية في مواجهة التداعيات الاقتصادية.

داخلياً، أثبتت الدولة حكمتها من خلال استجابة سريعة وفعّالة لأزمة كورونا. وفّرت العلاج مجاناً للجميع، بمن في ذلك المقيمون، وأطلقت دعم مالي للمواطنين والشركات، مما خفّف من آثار الأزمة الاقتصادية على المجتمع السعودي. القرارات المتوازنة بين حماية الأرواح ودعم الاقتصاد جعلت المملكة نموذجاً يُحتذى به عالمياً. ماذا لو لم تكن هناك إرادة للتغيير؟

التغيير يحتاج إلى إرادة حقيقية، وهذا ما جسّده الأمير محمد بن سلمان. ماذا لو لم تكن هذه الإرادة موجودة؟ ماذا لو استمر الجمود والتردد؟ الإرادة التي أظهرها الأمير ليست مجرد كلمات، بل أفعال ملموسة.

الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية أثبتت للعالم أن المملكة قادرة على التكيّف مع المتغيرات، بل وتجاوز التوقعات. بفتح أبواب جديدة للاستثمار، أثبتت القيادة السعودية أنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.

في الختام: ماذا لو لم يكن لدينا قائد يحمل إرادة قوية؟

«ماذا لو؟» سؤال يحمل بين طياته تأملاً عميقاً لما تحقق، وفرصة للتفكر في ما كان يمكن أن يكون مختلفاً. ماذا لو لم يكن لدينا قائد يحمل رؤية طموحة وإرادة سياسية قوية مثل الأمير محمد بن سلمان؟ ماذا لو لم تكن هناك قرارات جريئة تنقل المملكة من الاعتماد إلى التنوع، ومن الجمود إلى الابتكار؟ بفضل القيادة التي تجاوزت التحديات ووثّقت مكانة المملكة عالمياً، أصبحت السعودية نموذجاً يُحتذى به في التطوير المستدام. ولي العهد لم يكتفِ بتحقيق المكاسب اللحظية، بل أسّس لنهضة شاملة تمتد لأجيال قادمة، مما يضمن للمملكة مستقبلاً أكثر إشراقاً وريادة.

اليوم، نحن لا نسأل «ماذا لو؟» عن الماضي، بل نتأمل حاضراً مزدهراً ومستقبلاً مشرقاً. المملكة العربية السعودية في طريقها لتصبح قوة عالمية تقود الابتكار والتنمية، بفضل قيادة آمنت أن كل تحدٍّ هو فرصة، وكل طموح يمكن أن يصبح واقعاً.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا