11 ديسمبر 2024, 7:33 مساءً
على مدى نحو 13 عاماً كانت إيران أكبر داعم لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فقدمت طهران دعماً كبيراً للأسد ونظامه، بما في ذلك الدعم اللوجستي والتقني والمالي، وتدريب الجيش السوري، وإرسال بعض القوات المقاتلة الإيرانية لسوريا، إذ اعتبرت بقاء النظام السوري ضماناً لمصالحها الإقليمية.. فما الذي تغير وأدى إلى تخليها عنه؟.
وحتى قبل أيام من سقوط النظام السوري بدت التصريحات الإيرانية مساندة وداعمة للأسد، فمع تقدم قوات المعارضة نحو دمشق مستولية على المدن التي تقابلها، جاء إعلان مسؤول إيراني كبير- رفض ذكر اسمه - باتخاذ بلاده قراراً بزيادة وجودها العسكري في سوريا، واعتزامها إرسال صواريخ وطائرات مسيرة إلى البلد العربي؛ لدعم الرئيس السوري في معركة البقاء، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وعلى الرغم من تلك التصريحات الإيرانية المطمئنة للنظام السوري إلا أن الدلائل كلها كانت تشير إلى تخلي طهران عن أقرب حلفائها العرب، إذ بدأت الدولة الفارسية في إجلاء قادتها العسكريين وموظفيها، فضلاً عن بعض الموظفين الدبلوماسيين. فيما كانت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تشي بوضوح إلى اتجاه بلاده للتخلي عن النظام السوري، إذ قال إن مصير "الأسد" سيترك "بإرادة الله".
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد صدمت طهران من سرعة حصول المعارضين في سوريا على الأرض، وتخلي الجيش السوري عن قواعده، وبدأ المسؤولون الإيرانيون في حالة ذعر كاملة مع توارد الأخبار عن تقدم قوات المعارضة من مدينة إلى أخرى واستيلائهم عليها.
واتساقاً مع تخليها عن "الأسد" تحول التلفزيون الإيراني من وصف المعارضة بـ"الإرهابيين الكفار" إلى "الجماعات المسلحة، لافتاً إلى معاملتهم الحسنة للأقليات الشيعية خلال مسيرتهم نحو العاصمة السورية دمشق.
وفي تلك الأثناء أيضاً كانت هناك رسائل تنقل بين المعارضين وعلى رأسهم حركة تحرير الشام والمسئولين الإيرانيين؛ إذ وعدت المعارضة بحماية المواقع الدينية الشيعية والأقليات الشيعية، في مقابل أن تنأى طهران بنفسها عن محاربة قوات المعارضة، فيما اشترطت إيران السماح بالخروج الآمن لقواتها خارج سوريا، وحماية الأضرحة الشيعية.
عامل حسم
وكانت المناوشات الإيرانية الإسرائيلية التي بدأت في الربع الأول من العام الحالي 2024 عامل حسم في تخلي طهران عن حليفها السوري، لما تكبدته من خسائر في المواجهات؛ إذ عانت طهران من ضربات كبيرة عندما هاجمت تل أبيب الأصول والقواعد الإيرانية في سوريا، بما في ذلك مجمع سفارتها في دمشق، كما قتلت إسرائيل ما لا يقل عن عشرين من القوات الإيرانية، بعضهم من كبار القادة المسؤولين عن العمليات الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض الحليف الأساسي لإيران وهو حزب الله لضربات مكثفة وموجة من التراجع بعد تعرضه لهجوم إسرائيلي مكثف، علاوة على تركيز روسيا على حربها مع أوكرانيا، وعدم استعدادها للسقوط في الوحل السوري مرة أخرى في ظل عدم رغبة الجيش السوري في القتال.
وقال أفشون أوستوفار، الأستاذ المشارك في شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا وخبير في الجيش الإيراني، إن إيران في مأزق، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في واشنطن، ومن المتوقع أن يفرض سياسة "الضغط الأقصى على إيران".
وأضاف وفقاً لما نقلته عنه "نيوريوك تايمز": "إن خسارة الأرض في سوريا سيجعل إيران تبدو ضعيفة بشكل متزايد أمام أعدائها في تل أبيب وواشنطن. إذا ضاعفت إيران جهودها في سوريا، فقد تكون بذلك تلقي بالرجال والمواد في معركة خاسرة. ولكن إذا تراجعت إيران، فإنها ستظهر ضعيفة، وستعترف بالهزيمة، وستتنازل عن الأراضي التي قاتلت من أجلها بشق الأنفس لأعدائها".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.