11 ديسمبر 2024, 1:38 مساءً
في الأيام الأخيرة لإدارة جو بايدن، لم يكن التعامل مع سقوط بشار الأسد ضمن أولوياتها، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب المُلتزمة بالعزلة ومبدأ "أمريكا أولًا" قد تجد نفسها مضطرة للتدخل في مستقبل سوريا، خاصة مع التطورات الأخيرة التي قلبت الموازين في المنطقة.
فقبل أسبوع كانت خطوط المواجهة في الحرب الأهلية السورية مجمدة إلى حد كبير؛ حيث هيمنت الصراعات في أوكرانيا وإسرائيل على الاهتمام العالمي، لكن كل شيء تغير في غضون أيام؛ حيث اقتحمت قوات المعارضة المدن الكبرى، وانهارت القوات السورية، ورفضت إيران وروسيا دعم النظام؛ مما أدى إلى الإطاحة ببشار الأسد نفسه.
إعادة ترتيب المنطقة
ووصف "ستيفن هيدمان" الخبير في شؤون الشرق الأوسط، هذه التطورات بأنها "أهم إعادة ترتيب للمنطقة منذ عام 2003"؛ حيث أدت إلى شرخ في التحالف التاريخي بين إيران وسوريا، وعكست تقدمًا إيرانيًّا في المنطقة منذ حرب العراق، وقد لا تتناسب الحالة على الأرض مع الغريزة الأمريكية في التصنيف البسيط للأمور، لكنها فرصة للولايات المتحدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأبدت إدارة بايدن حذرًا في التعامل مع الوضع، مؤكدة أن السوريين هم من سيحددون مستقبل بلدهم. لكن مع اقتراب التغيير التاريخي في القيادة، تواجه الولايات المتحدة تحديات دبلوماسية دقيقة.
وستحتاج الولايات المتحدة إلى التفاوض مع مجموعة معقدة من الأطراف، بما في ذلك تركيا ودول الخليج، والقوى الإقليمية الكبرى مثل إيران وروسيا، بالإضافة إلى إسرائيل والجماعات المتمردة المختلفة؛ إنها دبلوماسية دقيقة للغاية، وقد تجد الولايات المتحدة صعوبة في تنفيذها في خضم الانتقال الرئاسي.
ويرى البعض أن الولايات المتحدة أمام فرصة ذهبية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط؛ فمع فقدان إيران لقاعدتها الاستراتيجية في سوريا، قد تكون قدرتها على التأثير في المنطقة قد انخفضت بشكل كبير.
التحديات والفرص
لكن سوريا قد تنزلق مرة أخرى إلى الفوضى، مع سعي القوى الإقليمية المختلفة للاستفادة من سقوط الأسد؛ فهناك إسرائيل التي تتقدم في مرتفعات الجولان، وتركيا التي تطلق النار على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في التعامل مع الوضع في سوريا، خاصة مع قرب انتهاء ولاية إدارة بايدن. فهل ستتدخل الولايات المتحدة أم ستتبع نهجًا بعيدًا؟
إنها لحظة حاسمة؛ حيث يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا رئيسيًّا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لكنها تحتاج إلى التحرك بحذر ودبلوماسية دقيقة.
وسقوط الأسد قد يكون نقطة تحول في المنطقة، لكن مستقبل سوريا لا يزال غير واضح. هل ستتدخل الولايات المتحدة أم ستترك الأمور تسير كما هي؟ إنها لحظة حاسمة، وقد يكون للقرارات التي ستتخذها الولايات المتحدة تأثير كبير على مستقبل الشرق الأوسط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.