عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

نقمة التفكير في المفقود..!!

تم النشر في: 

29 نوفمبر 2024, 5:16 مساءً

في زحمة الحياة ينشغل الكثير من البشر بالتفكير فيما يفتقدونه من أمور مادية، متناسين وغافلين عن النِّعَم العظيمة التي تحيط بهم، وتملأ حياتهم.

هذا النمط من التفكير لا يولّد سوى الحزن والهمّ والضيق، بينما التفكير في الموجود من النِّعَم، وشُكر الوهاب سبحانه عليها، هما الطريق الأكيد الذي يقود إلى السعادة والرضا.

الإسلام دينٌ عظيم، يدعونا إلى إدراك قيمة النِّعَم المحيطة بنا، وإلى استمرار التفكير فيها، وتذكُّر أهميتها في حياتنا.. قال الله تعالى {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا...}.

نِعَم كبيرة وواضحة نغفل عنها، مثل صحة في الأبدان، وأمن في الأوطان، واستقرار في الأُسر، وهي أساس استمرار حياتنا واستدامتها بسعادة ومحبة ورضا.

على مستوى النفس البشرية، التفكير في النِّعَم الموجودة يمنح الإنسان طمأنينة، ويخفف عن الإنسان ضغوط الحياة ومتاعبها المتعددة، بينما انشغال الإنسان بما يفتقده يُولِّد لديه شعورًا دائمًا بالنقص والألم، والشعور بالحسرة؛ لأن عينيه على ما في يد غيره وما لدى الآخر، وينسى ما هو متوافر في حياته.

وسائل التواصل الاجتماعي سهَّلت للناس رؤية جزء من حياة بعضهم، والكثير -للأسف- ينسى نِعَم الله عليه، ولا يركز إلا على ما يمتلكه صاحب الحساب في منصات التواصل الاجتماعي.

لا يعلم عن الجانب الخفي لدى كل إنسان إلا علام الغيوب، فاطر السموات والأرض. فكم من مبتسم أمام شاشة الجوال وهو يفتقر للكثير من النِّعَم التي قد تكون موجودة ومتوافرة لدى مَنْ يتابعه!

إذا أراد الإنسان تطوير فكرة التركيز على النِّعَم الموجودة، والرضا بما رزقه الرزاق، فاطر السموات والأرض، فعليه أن يعزز هذا السلوك من خلال تخصيص وقت يومي لتذكُّر النِّعَم، وشكر الله عليها، وترديد "الحمد لله" باستمرار، والعيش في اللحظة الحاضرة.

التفكير في الموجود ليس فقط عبادة وشكرًا لله، بل هو أيضًا وسيلة فعَّالة لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي.

إنه دعوة للتصالح مع الذات ومع الحياة، والتمتع بما بين أيدينا بدلاً من التحسر على ما لا نملك.

فلنستثمر هذا المنهج الإيجابي من التفكير، ونُطبِّقه، ونجعله ركيزة أساسية، تقوم عليها حياتنا، ونحمد الله ونشكره على كل ما لدينا، حتى نصل -بإذن الله- إلى السرور والفرح والبهجة التي وعد الله بها الشاكرين من عباده {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا