تسعى الحكومات في مختلف الدول إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لما لها من أثر كبير على تطوير الاقتصاد المحلي وتنمية البنية التحتية،في هذا الإطار، عُقد اجتماع افتراضي بين المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفيرة هيرو مصطفى، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة، بمشاركة أكثر من 60 شخصًا يمثلون 40 شركة أمريكية من 27 ولاية،تم خلال الاجتماع استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصري، خاصةً في مجالي الرعاية الصحية والأدوية.

جهود الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية

تحدث المهندس حسن الخطيب عن الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية، موضحًا أن الحكومة نفذت العديد من مشروعات تطوير البنية التحتية خلال العقد الماضي، مما ساهم في تحسين مناخ الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية،يعد قطاع الرعاية الصحية والأدوية من أهم القطاعات ذات الأولوية الاستثمارية في الدولة خلال الفترة الراهنة، حيث تستهدف الحكومة مضاعفة عدد الأسرّة في المستشفيات من 142 ألفًا إلى 300 ألف سرير، مع تعزيز استثمارات القطاع الخاص في إطار منظومة التأمين الصحي الشامل.

أهمية موقع مصر الاستراتيجي في جذب الاستثمارات

وأشار الوزير الخطيب إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر، بالإضافة إلى الاتفاقيات التجارية مع العديد من الأسواق، يجعلها نقطة محورية للوصول إلى أسواق إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط،تعمل مصر على تحسين البيئة الاستثمارية، مع التركيز على السياسات الاقتصادية التي تشمل مرونة سعر الصرف وتخفيض الضرائب وتبسيط الإجراءات التجارية، مما يعزز من جاذبية السوق المصري للشركات الأمريكية والدولية.

آفاق الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة ومصر

من جانبها، أكدت السفيرة هيرو مصطفى على أهمية الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة ومصر، مشيرة إلى أن الاجتماع يمثل استكمالًا لمناقشات سابقة مع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية حول الشؤون الاقتصادية والتجارية،كما وأوضحت أن قطاع الرعاية الصحية في مصر يتيح فرصًا استثمارية واعدة تتراوح قيمتها بين 30 و40 مليار دولار، تركز على تطوير البنية التحتية للمستشفيات بحلول عام 2025، معبرةً عن أملها أن تكون الشركات الأمريكية شريكًا رئيسيًا في هذه المشروعات.

الفرص المتاحة في قطاع الرعاية الصحية

تحدثت السيدة إيمي هولمان، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون التجارة والاقتصاد، عن الفرص الاستثمارية التي توفرها مصر بفضل موقعها الاستراتيجي وإصلاحاتها التنظيمية التي تحسن مناخ الاستثمار،وأكدت أن مصر تُعد فرصة استثنائية للشركات الأمريكية لاستخدامها كقاعدة للتصدير إلى أوروبا وأفريقيا بفضل اتفاقيات التجارة الحرة وتطور البنية التحتية،كما تناول الاجتماع تساؤلات حول فرص إنشاء مستشفيات خاصة في مصر حيث يمتلك القطاع الخاص حوالي 30% من المستشفيات الموجودة.

توسع خدمات الصحة الرقمية في مصر

تناول الاجتماع أيضًا التوسع في خدمات الصحة الرقمية، إذ يوجد طلب متزايد على هذه الخدمات، مما يوفر للشركات الأمريكية فرصًا للمشاركة في تطوير هذا القطاع بالتعاون مع وزارة الصحة والقطاع الخاص،تم أيضًا مناقشة إمكانيات إيجاد شركاء محليين في قطاع الرعاية الصحية، حيث يمكن التنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار لتحديد الشركاء المناسبين،وقد شهد الاجتماع اهتمامًا كبيرًا من الشركات الأمريكية، حيث أعرب العديد من المشاركين عن تطلعهم لاستكشاف فرص الاستثمار في مصر، مستفيدين من النمو المستدام الذي يشهده الاقتصاد المصري.

في الختام، يعد الاجتماع الافتراضي بين وزيري الاستثمار في مصر والسفيرة الأمريكية خطوة محورية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين،تبرز الفرص الاستثمارية في مصر، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية، بفضل الإصلاحات المستمرة والموقع الاستراتيجي الذي يميز البلد،يتطلع المشاركون إلى استثمار المزيد في السوق المصري، مما يسهم في تطوير قطاعات جديدة ويعزز من اقتصاد الدولة،يمثل هذا التعاون بين الحكومتين نموذجًا يحتذى به في تعزيز الاستثمارات الدولية.