برازيليا: «الخليج»
استقبل لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة، زايد بن عويضة، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للاستثمار، في قصر بلانالتو في برازيليا، حيث تم بحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات، التي تم التوقيع عليها مؤخراً في النسخة التاسعة عشرة في قمة العشرين، التي اختتمت أعمالها الأسبوع الماضي في مدينة ريو دي جانيرو، تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».
تطرقت المباحثات المثمرة إلى العديد من المحاور، التي أكدت أهمية تحقيق التحولات المستقبلية وتعزيز الشراكات الدولية، التي تدعم توجهات ورؤية الإمارات المستقبلية ومبادراتها المستمرة في دعم التنمية المستدامة، والمشاركة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية والبيئية العالمية.
وناقش الرئيس البرازيلي وزايد بن عويضة الاستثمارات المحتملة في مختلف القطاعات الاستراتيجية في البرازيل، إذ دار الاجتماع حول استراتيجيات الاستثمار في مجالات مختلفة مثل استعادة المراعي المتدهورة، والصناعة، والتنقل، والتنمية الحضرية، حيث سلط لولا دا سيلفا الضوء على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في البرازيل باعتباره عامل جذب للمستثمرين الدوليين.
حضر اللقاء ماريو غارنيرو، رجل الأعمال البرازيلي، وبرونو موريتي، أمين التحليل الحكومي في رئاسة الجمهورية، وكارلوس إرنستو أوغستين، المستشار الخاص لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية.
وأعرب بن عويضة عن سعادته بلقاء الرئيس البرازيلي، مشيداً بأهمية التعاون البنَّاء بين الجانبين خاصة في مجال (النفط والغاز)، والذي يُعد ركيزة أساسية لضمان أمن الطاقة والنمو الاقتصادي المستدام، خاصة في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، مشيراً إلى أهمية مشاريع الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تعزز التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وأكد حرص المجموعة على وضع اللبنات الأساسية، وإنشاء بنية تحتية خارج حدود الإمارات، والتي تطول مختلف المجالات بالتعاون مع الحكومة البرازيلية، والمتمثلة في (التكنولوجيا، والطيران، وتصنيع السيارات، وتأسيس بنك)، بالإضافة إلى الاستثمار في قطاع الزراعة، بما يخدم برامج الأمن الغذائي للدول الأخرى على مساحة 400 ألف كيلو متر مربع، باعتباره إحدى المبادرات الهادفة إلى دعم الإنتاج الزراعي المستدام، وتطوير التقنيات لتحسين سلاسل الإمداد الغذائي وتقليل الهدر، وذلك بإجمالي استثمارات تُقدر بأكثر من 100 مليار دولار.
وأبدى بن عويضة، توافقه مع الرؤية الرئاسية، بشأن أهمية تعزيز ظروف العمال والقدرة الشرائية للسكان، مشيراً إلى أن البعثة البرازيلية الأخيرة إلى دولة الإمارات، بقيادة روي كوستا، وزير الشؤون المدنية، والتي شهدت توقيع عقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) في البرازيل، العام المقبل، تعد فرصة لتعزيز العلاقات، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.
وأشاد الرئيس التنفيذي للمجموعة بمشاريع البنية التحتية المستدامة، التي أعلنتها المجموعة، خلال قمة العشرين، قائلاً: «إن الاستثمار في هذا المجال يُعد أحد مشاريعنا المبتكرة والطموحة، لدعم البنية التحتية في الدول النامية، والتي تشمل تمويل مشاريع النقل الذكي، وشبكات المياه النظيفة، والبنية التحتية الخضراء، إضافة إلى التحول الرقمي والتكنولوجيا الذكية، لتطوير بنى تحتية تكنولوجية حديثة، بالإضافة إلى مشروع تخطيط وتطوير أماكن بديلة للمناطق العشوائية وإنشاء قرى نموذجية جديدة لنقل سكان العشوائيات إليها بما يعزّز الإنتاجية ويحسن مستوى المعيشة».