كتبت: ولاء مطاوع

تحدثت الدكتورة نهى الجندي، المحامية المتخصصة في شؤون الأسرة في تصريحات خاصة لـ"ليالينا"، عن إحدى قضايا الطلاق الغريبة، التي وقعت جرّاء انعدام المودة والرحمة، وتعرض الزوجة لسلسلة متصلة من التنمر والإساءة على يد زوجها، مما دفعها لطلب الخلع.

التنمر ينهي الزواج من جديد

هذه ليست القضية الأولى من نوعها، ولكن تكرارها لا يعني أنها ليست قضية طلاق غريبة، إذ لجأت الزوجة بحسب تصريحات نهى الجندي إلى القضاء، بعد وصولها إلى حائط سد مع زوجها المتنمر.

الزوج، لم يترك جملة قاسية أو كلمة مسيئة، لم يقلها لزوجته، والسبب من وجهة نظره هو اختلال معايير الجمال، إذ كان يسخر باستمرار من شكل رقبتها الطويلة، ويخبرها دائماً بأن "قفاها" طوله زائد عن الحد، المصيبة أنه لم يكتفِ بالتنمر عليها فحسب، بل كان يقلل من شأنها أمام الجميع.

الإهانة منذ الخطوبة

توضح نهى الجندي أن القصة ليست جديدة، فالزوجة لم تفاجأ بتصرفات زوجها بعد الزفاف، إذ استمر زواجهما أربع سنوات، ونتج عنه طفلة واحدة، كل هذه السنوات لم تشفع عنده للتقليل من سخريته وتنمره، لأنه بدأ في هذه الحلقة المفرغة منذ الخطوبة.

وتقول الزوجة إنه على الرغم من طريقته المتنمرة والقاسية منذ فترة الخطوبة، إلا أنها وقعت في الفخ، واستمرت في العلاقة السامة، بل وتخلت عن عملها في مقابل إتمام الزيجة، لأنه كان يخبرها بأنه لا يحب أن تعمل زوجته.

بعد فقدان العمل، والاستمرار في الزيجة لمدة أربع سنوات، تعرضت الزوجة أيضاً للاعتداء الجسدي، إذ كان يضربها على "قفاها" أثناء تواجدها في المنزل ويواصل ساخراً: "أنتِ محتاجة قفا مخبرين على رقبتك الطويلة دي"، كما كان يعايرها ويقارنها بالنساء الأخريات، وعندما تقع عيناه على إحدى الممثلات، لا يتوانى عن مقارنتها بها أيضاً ويقول "شوفتي الستات عاملة إزاي".

وتوضح الزوجة في تصريحاتها، أن كل هذا التقليل من شأنها، وكل هذا التنمر، كان يتصادف معه بخل الشخصية، إذ كان بخيلاً في الإنفاق عليها، كما عثرت أكثر من مرة على رسائل "واتساب" توثق خيانته لها، ومن هنا انطلقت في رفع دعوى الخلع للحصول على حريتها من هذه الزيجة التي تسببت في تدمير ثقتها بنفسها.

كيف تتعاملين مع الزوج المتنمر؟

إليك بعض النصائح للتعامل مع الزوج المتنمر بشكل فعّال ومساعدة نفسك على تقليل الآثار السلبية لهذا السلوك:

1. التعرف على سلوك التنمر: أول خطوة مهمة هي إدراك ما إذا كان زوجك يستخدم أساليب التنمر، والتي قد تشمل الانتقاد الدائم، السخرية، التقليل من شأنك، أو التحكم بقراراتك. 
2. التحدث بصراحة: واجهي زوجك بهدوء ووضوح حول تصرفاته التي تسبب لك الأذى. قد يكون من المفيد توضيح كيف تؤثر تصرفاته عليك وعلى العلاقة، وأهمية الاحترام المتبادل لتحقيق زواج سليم.
3. عدم الرضوخ للتنمر: اعملي على تطوير ثقتك بنفسك وعدم السماح له بالتأثير على صورتك الذاتية، يجب أن تُدركي جيداً أنك تستحقين الاحترام والتعامل بالكرامة، ولا تستجيبي لمحاولاته لتقليل من شأنك.
4. وضع حدود واضحة: إذا كنت تشعرين أن التنمر مستمر، قد تحتاجين لوضع حدود واضحة، اخبريه بالأفعال التي تعتبرينها غير مقبولة، وأنك لن تتسامحي معها، وكوني ثابتة في موقفك.
5. طلب الدعم: لا تخجلي من طلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة إذا كنتِ بحاجة لشخص يساندك ويعطيك نصيحة من منظور خارجي.
6. الاستعانة بمختص نفسي: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري طلب مساعدة أخصائي نفسي، إذ يمكن للأخصائي تقديم استراتيجيات للتعامل مع التنمر وتعزيز قوتك النفسية.
7. التفكير بالحلول العملية: إذا كان التنمر يصل لدرجة تعريضك للأذى النفسي أو الجسدي، فقد يكون من الأفضل التفكير في إيجاد حلول عملية للحفاظ على سلامتك، سواء عبر التفاوض أو عبر وضع حدود قوية تصل إلى الانفصال المؤقت أو التام إذا لزم الأمر.
8. التثقيف الذاتي: تعلمي المزيد عن التعامل مع الشخصيات المتسلطة والمتنمرة، وفهم كيفية مواجهة هذا السلوك بشكل فعّال، مما يساعدك على تطوير طرق فعالة للتواصل مع زوجك وتخفيف سلوكه.
9. التفكير في ذاتك واحتياجاتك: في النهاية، احرصي على تخصيص وقت لنفسك ولراحتك النفسية، ممارسة الهوايات، الاسترخاء، والاهتمام بصحتك النفسية يمكن أن يعيد إليك بعض الطاقة والثقة، ويجعلك أكثر استعداداً للتعامل مع ضغوط العلاقة.