في يوم 28 سبتمبر 2024، احتفلت الأميرة ثيودورا، ابنة الملك الراحل قسطنطين الثاني والملكة آن ماري، بزفافها على المحامي الأمريكي ماثيو كومار، بعد سنوات من التأجيلات والصعوبات.

أقيم الحفل المنتظر في كاتدرائية ميتروبوليتان في أثينا، وهو نفس المكان الذي شهد زفاف والدي الأميرة قبل ستة عقود. كانت هذه اللحظة تمثل نهاية مشوار طويل مليء بالتحديات، وأيضاً بداية جديدة لعروسين طال انتظارهما لهذا اليوم.

تفاصيل الإطلالة الملكية

ظهرت الأميرة ثيودورا بفستان زفاف خلاب من تصميم المصممة اليونانية سيليا كريثاروتي. الفستان كان بدون حمالات، بتصميم كلاسيكي يجمع ما بين الأناقة والتفرد، حيث تم تصميمه برقبة قابلة للطي وتنورة خط A. تميز القماش بتغطية بخرز أبيض لامع أضفى عليه بريقاً ملكياً ملحوظاً.

وقد أظهرت الأميرة ثيودورا عشقها للأناقة والبساطة في آن واحد، حيث اختارت هذا الفستان منذ موعد زفافها الأول، في عام 2020.

سيليا كريثاروتي هي واحدة من أشهر مصممي الأزياء في اليونان، ولها بصمة واضحة في عالم الأزياء الراقية. إبداعاتها الفنية تزين العديد من النجمات العالميات مثل بيونسيه ونيكول كيدمان وغوينيث بالترو، وتعد أقدم دار أزياء في اليونان، تأسست عام 1906، وتشارك بانتظام في أسبوع الموضة الراقية في باريس.

تاج الخديوي: رمز العراقة والجمال

ارتدت الأميرة ثيودورا تاجاً ملكياً يتمتع بتاريخ طويل ومجيد، وهو تاج أهداه الخديوي المصري عباس حلمي الثاني للأميرة مارغريت كونوت في زفافها عام 1905، والذي تم تصميمه خصيصاً من قبل دار كارتييه الشهيرة.

التاج مستوحى من إكليل الغار، ويحتوي على ماسات براقة بتصميم يعكس العراقة والتميز. ارتدت هذا التاج العديد من نساء العائلة المالكة في مناسباتهن الكبرى، بما في ذلك والدتها الملكة آن ماري، وعماتها الملكة مارغريت الثانية من الدنمارك، والأميرة بينيديكت.

حفل ومراسم زفاف الأميرة ثيودورا 

تم زفاف الأميرة ثيودورا بحضور عدد من الشخصيات الملكية الأوروبية البارزة، حيث أدار مراسم الزفاف رئيس أساقفة أثينا، بحضور العائلة المالكة والأصدقاء المقربين. كان من بين الحضور الملكة صوفيا من إسبانيا، بالإضافة إلى ابنة أخ الأميرة ثيودورا، الأميرة أوليمبيا من اليونان، التي ساعدت العروس في ترتيب فستانها قبل دخولها الكاتدرائية.

على الرغم من غياب والدها الملك قسطنطين، تولى شقيقها الأكبر، ولي العهد بافلوس، مهمة مرافقتها إلى الكاتدرائية، وظهر الاثنان في لحظة مؤثرة، وهما يسيران معا نحو الكنيسة. تمثل هذه اللحظة استكمالاً للتقاليد العائلية، حيث كانت العائلة تجمع بين الجمال والأصالة في حفلات زفافها.

التأجيلات والتحديات العائلية

كان من المقرر أن يقام هذا الحفل في الأصل عام 2020 في جزيرة سبيتسيس، ولكن تأجل بسبب جائحة كوفيد-19، ثم مرة أخرى في عام 2023 بعد وفاة والد الأميرة، الملك قسطنطين الثاني.

ورغم هذه الظروف الصعبة، أظهرت الأميرة ثيودورا روح المثابرة والتفاؤل، حيث نشرت على حسابها في إنستغرام في عام 2020 رسالة تعبر فيها عن شكرها لدعم الأصدقاء والعائلة وتطلعها إلى الاحتفال حينما يكون الوضع آمنًا.

ارتباط الأميرة ثيودورا بالملكية الأوروبية

الأميرة ثيودورا ليست فقط أميرة يونانية، بل أيضاً جزء من عائلة ملكية أوروبية لها صلات بالعديد من الملوك والملكات. كانت عرابة للملكة إليزابيث الثانية، وهذا يدل على روابطها العميقة مع العائلات الملكية البريطانية والأوروبية.

عاشت الأميرة ثيودورا طفولتها وشبابها في بريطانيا، حيث ولدت في لندن، وشاركت في العمل الفني من خلال دورها في المسلسل الأمريكي الشهير "The Bold and the Beautiful".

على الرغم من انتقالها إلى الولايات المتحدة، إلا أن الأميرة حرصت دائماً على الحفاظ على روابطها القوية مع بلادها الأم اليونان، واختارت أن تقيم حفل زفافها في أثينا تقديرًا لتراثها.

احتفالات ما قبل الزفاف

قبل الحفل بيوم واحد، استضاف العروس والعريس حدثاً خاصاً في متحف بيزنطي شهير في أثينا، حضره الأصدقاء والعائلة. كما التقوا برئيس أساقفة أثينا في بداية الأسبوع للتحضير لمراسم الزفاف الدينية، مما يعكس أهمية هذا الحدث بالنسبة للعائلة وللبلاد ككل.