البحر الأحمر - عماد عرفة

ما زالت آثار ميناء القصير القديم باقية حتي الأن يشاهدها كل من يدور تلك المدينة القديمة التي عاصرت كل العصور، حيث إنها من المدن التي ترك الفراعنة فيها آثارهم وبعد ذلك الرومانيين ثم العصور الحديثة، المختلفة.

وعرفت تلك المدينة قديما من مينائها الذى وضعها على خارطة التجارة والازدهار في ذلك التوقيت، حيث إنها من أهم وأعرق المدن علي ساحل البحر الأحمر، وبدأت تزدهر تلك المدينة وتستخوذ علي أكبر مركز تجارى علي ساحل البحر الأحمر، عندما أصبحت أهم مسارات الحجاج البحرية للأراضي المقدسة من ساحل البحر الأحمر.

يقول الحاج عبادى القاضى، أحد أهالى مدينة القصير، والمهتم بتراثها أن قديما كان مسار الحجاج من مصر لبلاد الحجاز طريق البري من بلاد الشام ومع الحروب الصليبية انتقلت الى ميناء عيذاب جنوب البحر الأحمر حيث كان المسار مراكب النيل حتي مدينة قوص وتقطع الصحراء إلى ميناء عيذاب الذى كان يقع تحديدا بمنطقة أبو رماد جنوب الشلاتين .

وأضاف الحاج عبادى القاضى، أن تلك المنطقة كانت تدور فيها نزاعات وخلافات ما بين قبائل البجا وقبائل أخرى وتحول بعد ذلك الطريق إلى ميناء القصير القديم، وأصبح الحجاج يسلكون طريق النيل من القاهرة ومحافظات الوجه البحرى إلى قفط ثم إلى القصير ومنها إلى بلاد الحجاز، وبعد ذلك أصبحت القصير مركز للتجارة حيث كانت تبخر منه كل السفن التجارية المختلفة .

وكشف القاضى، أنه قديماً كانت بداية مرور كسوة الكعبة من مدينة القصير من خلال الميناء، حيث كانت ترسل من قبل عن طريق بلاد الشام وبعد اندلاع الحروب الصليبية وتسببها فى غلق الطريق البرى بين مصر وبلاد الحجاز وتوقف رحلات الحجاج من المرور من هناك ومرورها من هنا ارسلت الكسوه من القصير.

وأوضح أن المدينة ازدهرت التجارة بها بشكل كبير حيث أصبحت اكبر مركز تجارى على ساحل البحر الأحمر، وشيدت الدولة المصرية انذاك الشون لحفظ الغلال التي كانت تباع وتشترى ويتم ارسالها للدول الأخرى ومن بينها الغلال التي كانت ترسل للتكية المصرية فى بلاد الحجاز ما زالت موجودة، حيث كانت ترسل كسوة الكعبة من مصر و ترسل معها مراكب تحمل كل مركب حوالى ألفين ونصف أردب من القمح والعدس والفول والشعير والزبد لخدمة حجاج بيت الله الحرام .

أثناء مرور كشوف الكعبة فى اتجاه القصير قديما

شون الهلال بجوار الميناء

مكان تخزين الغلال بجوار الميناء ر

هنا كانت ميناء القصير القديم