د. مايا الهواري
خلق الله الإنسان على وجه الأرض وجعله خليفة فيها ليعمرها بالحبّ والخير، ويُسهم بكلّ طاقته ويدافع عنها لتزدهر، ولا فرق بين ذكر وأنثى في حمل مسؤوليّة حمايتها والذود بالأرواح دفاعاً عنها وحفاظاً عليها، والأمّ الّتي تربّي أبناءها تربية صالحة وتدعمهم وتأخذ بيدهم عندما يصبحون بسنّ تؤهّلهم للالتحاق بالخدمة الوطنيّة تلك أمّ مميّزة قويّة معطاءة، ذلك أنّ سرّ وجود الأمّهات في هذه الحياة هو العطاء، ولا شيء أعظم من العطاء لأرض الوطن، فالأمّ الفاضلة تزرع داخل أبنائها حبّ وطنهم وبذل الغالي والرّخيص دفاعاً عنه من الأعداء، وترسيخ فكرة أنّ الدّفاع عن الوطن واجب وشرف عظيم، وهنا سيكبر الأولاد ويَنشؤون على هذه الخصال الحميدة، وحبُّ بلدهم سيكبر معهم، ليصبح فيما بعد أغلى ما لديهم، فمن خيراته تنعّموا وعلى أرضه ترعرعوا وتحت كنفه عاشوا، لقد أصبحت النسوة يرغبن بالالتحاق بالخدمة الإلزاميّة إن استُدعين لذلك، وسيلبّين النّداء من دون تردّد، وستكون هذه الرّوح رخيصة تجاهه، والبلاد تستثمر أبناءها بأخلاقهم وأرواحهم وكيانهم وأجسادهم، وصحّتهم النّفسيّة والبدنيّة وقيمهم ووطنيّتهم ومواطنتهم، ومتى تربّى الأبناء على هذه القيم كبرت معهم، وتلعب الأم دوراً كبيراً في تشجيع أبنائها على خدمة وطنهم، وهذه خدمة عظيمة تقدّمها الأمّ لأهل بيتها بأيّ شكل كان وضمن أولويّاتهم.
نستنتج ممّا سبق أنّ الوطن هو الملجأ والمأوى لكلّ أفراده، وعليهم أن يدافعوا عنه بكلّ ما أوتوا من قوّة وهمّة، بل ومن واجب الأمهات تربية أبنائهنّ على حبّه؛ فهو أغلى ما يملكون.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.