اقتصاد / صحيفة الخليج

بورصة لمستقبل التجارة (2-2)

أحمد بن سليم *

بينما تحتفل بورصة دبي للذهب والسلع بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها في عام 2025، فإنها تدخل حقبة جديدة من التطوير والتكامل التكنولوجي وتوسيع مجموعة المنتجات. وتركز الاستراتيجية المستقبلية على تعزيز العقود الحالية، تقوية الشراكات، الاستفادة من التكنولوجيا، واستثمار ديناميكيات السوق. وسيوفر تقديم عقود فورية لسلع مثل الذهب والفضة مرونة أكبر وفرص تداول أوسع للمشاركين في السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقديم عقود جديدة مصممة خصيصاً للمستثمرين المؤسسيين الذين يسعون إلى أدوات متقدمة لإدارة المخاطر سيُلبي الطلب المتزايد للسوق. وتستهدف بورصة دبي للذهب والسلع أيضاً السماح باستخدام الذهب كضمان بدلاً من الأموال النقدية، ما يعزز الوصول إلى السوق والسيولة. ومن شأن هذه الخطوة أن تجذب مجموعة أوسع من المستثمرين.
كما أن تعزيز العلاقات مع البنوك المحلية والإقليمية يُعد محوراً رئيسياً في الاستراتيجية المستقبلية. سيؤدي انضمام المؤسسات لتداول العملات والتحوط في بورصة دبي للذهب والسلع إلى توسيع نطاق أعمال البورصة في أسواق العملات. بالإضافة إلى ذلك، فإن استكشاف تسوية الصفقات بالدرهم الإماراتي سيبسط المعاملات، ويقلل التكاليف، ويعزز جاذبية البورصة. وفي سياق أوسع، تتمتع بورصة دبي للذهب والسلع بمكانة متميزة لتصبح الجهة الرئيسية المشرفة على جميع معاملات الذهب في ، ما يجذب الأطراف الفاعلة الدولية ويتماشى مع رؤية دبي في أن تصبح مركزاً عالمياً لتجارة المعادن الثمينة. وبعيداً عن المعادن الثمينة، تستعد بورصة دبي للذهب والسلع للعب دور محوري في طرق التجارة الناشئة لدول مجموعة البريكس. فبينما تسعى دول مثل ، الهند، البرازيل، وجنوب إفريقيا إلى إيجاد بدائل للأنظمة المالية التقليدية التي يهيمن عليها الغرب، فإن حيادية بورصة دبي للذهب والسلع وبنيتها التحتية القوية تجعلها مركزاً مثالياً، خاصة في مواجهة التعريفات المتغيرة والاقتصاد العالمي شديد التقلب. ومن الأمثلة البارزة على مدى فائدة ذلك ما حدث مؤخراً من فرض أمريكا للتعريفات الجمركية على البضائع المكسيكية.
ومن خلال الوضع الذي تتمتع به كمركز رئيسي لتجارة الفضة، تشكّل بورصة دبي للذهب والسلع بديلاً جذاباً للغاية للمنتجين المكسيكيين الذين يسعون إلى تجنّب هذه التعريفات من خلال تسهيل تجارة الفضة المادية بين المكسيك والإمارات. ولا يقتصر الأمر على تجاوز الرسوم المفروضة فحسب، بل يضع أيضاً منتجي الفضة المكسيكيين من الناحية الاستراتيجية بالقرب من أكبر سوق استهلاكي للفضة في العالم، وهي الهند. كمثال على ذلك، يبرز هذا النهج الاستباقي للاستفادة من التحولات الجيوسياسية قدرة بورصة دبي للذهب والسلع على التكيف مع الظروف المتغيرة ويؤكد التزامها باغتنام الفرص التي تعود بالنفع على أعضائها.
سيظل تبنّي وإدماج التكنولوجيا يلعب دوراً حاسماً في مستقبل بورصة دبي للذهب والسلع، فبفضل منصة التداول عالية السرعة وذات الوقت القليل للوصول، بالإضافة إلى تكنولوجيا غرفة المقاصة المتطورة، يضمن هيكلها الحالي تداولاً سلساً ومتعدد الأصول. كما أن استخدام أدوات إدارة المخاطر في الوقت الفعلي، والبنية التحتية القوية للاتصالات، والتكنولوجيا السحابية قد أتاح الوصول إلى التداول المتقدمة، لا سيما بالنسبة لصغار المشاركين. وبنظرة إلى المستقبل، نجد بأن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيعززان مراقبة السوق، وتخصيص تجارب التداول، وأتمتة عمليات دعم العملاء. وتوفر تقنية البلوك تشين أيضاً فرصاً لترميز الأصول، والتسويات التجارية القائمة على العقود الذكية، وتعزيز الشفافية، خاصة بالنسبة للمعادن الثمينة. بالإضافة إلى ذلك، ستوفر الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الضخمة القدرة على التوسع وتقديم رؤى استراتيجية، بينما تعد الحوسبة الكمية بإحداث ثورة في إدارة المخاطر واستراتيجيات التداول.
تتجاوز رؤية بورصة دبي للذهب والسلع للمستقبل حدود نموها ونجاحها، فهي تسعى للعب دور حيوي في تطوير القطاع المالي في الإمارات وتنويع اقتصادها. على مدى العقدين الماضيين، كانت رحلة بورصة دبي للذهب والسلع حافلة بالابتكار والتكيف والنمو المستمر. وبينما تتطلع البورصة إلى المستقبل، فإنها ستظل ملتزمة بالبناء على أسسها القوية، وتبنّي التقنيات الجديدة، وتوسيع نطاق انتشارها العالمي.
* الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا